الأربعاء، 10 أبريل 2013

بيع «الشاهي» على الطرقات العامة : شبـاب #ليبيا يتحـدى البطـالة

2013/04/10
(سيف محمد الدواس) مؤهل عالي في مجال الحاسوب قال: في البداية لم أتقبل ممارسة هذه المهنة مع إيماني بأنها شريفة غير أن الظروف الاقتصادية لعائلتي وخيبة الأمل التي أصبت بها بعد أن مللت الركض الطويل بحثا عن الوظيفة خصوصا وأن البعض من أصدقائي اتجهوا لممارسة هذه المهنة فقررت خوض التجربة لممارسة مهنة يعزف عنها المواطنون ويعتبرونها من المهن الوضيعة عملا بمبدأ العيب، وبرأس مال متواضع جداً اقتنيت المستلزمات كافة وها أنا أبدأ عملي من العصر وحتى وقت متأخر من الليل.
وأوضح أنه وجد إقبالا كبيرا من العابرين على الطريق الساحلي ومن المتنزهين على الشاطئ القريب، مضيفاً وجدت في هذه المهنة الدخل الجيد وصنعة في اليد أعيش منها بدلا من بقائي في المنزل عاطلا وعالة على أسرتي ومجتمعي حتى أجد الوظيفة المناسبة أو ربما استمر في هذه المهنة الشريفة التي دخلها سيكون كبيرا ومجزيا، كما قال هذه المهنة عرفتني على الكثير من البشر.
(أحمد محمد الثائب) مؤهل عالي في مجال الإدارة قال: لم أرغب في الدراسة يوما وعملت منذ كنت طالباً في مهن عديدة جلها مرهق جسديا وبعد حصولي على المؤهل الدراسي طرقت الأبواب دون جدوى في الوقت الذي أشعر فيه بأن قطار الزمن يتحرك من تحت قدمي وأنا مازالت في مكاني أنتظر المجهول، فقررت أن أبيع الشاي خاصة أني سبق وأن عملت في مقهى في ظروف مختلفة وبشكل مغاير ، وما شجعني على المواصلة هو دعم الناس وتقبلهم لفكرة الشاي المعد على الطريقة الليبية والحمد لله أقول المهنة وهبتنا المال والتعرف على شرائح وأنماط مختلفة من البشر، وعموماً كسب الناس ورضاهم هدف نسعى لبلوغه ونعمل من أجله.
وأضاف نستفيد من العمل في كسر الروتين والملل ومحاربة البطالة ونتغلب على أوقات الفراغ فيما هو مفيد كما أننا نعرض منتجاتنا للبيع بطريقة منظمة ومرتبة تشد انتباه المارين على الطريق الذين افتقدوا إعداد الشاي بالطريقة الليبية في ظل اختفاء ” عالة الشاهي” التي كانت تجمع حولها أفراد الأسرة فبتنا نحن نعني لهم الماضي في بعض جوانبه.
(رواد سالم الحاج) مؤهل متوسط كهرباء قال شجعت أجواء المحبة بعد الثورة في خروج الأهالي للاحتفال والاستجمام حيث تشاهد جلوس أعداد كبيرة من العائلات والشباب على جنبات الطريق على المسطحات الخضراء بقصد التنزه، وأنا وغيري من الشباب سعينا إلى الاستفادة من هذا لممارسة ببيع بعض المستلزمات التي يحتاجها المتنزهون على الطريق، مضيفاً أنه وجد فيها المتعة والكسب الحلال وبأن زبائنهم في ازدياد يوما بعد يوم.
وأضاف تقع على عاتقي الكثير من المسؤوليات والهموم وذلك في ظل متطلبات الحياة وغياب مصادر نفقات المعيشة ونتيجة طبيعية لموجة البطالة وعدم الحصول على وظيفة رغم فرص العمل في القطاع الخاص الذي مازال يهمش شباب الوطن من خلال الكثير من الأعذار التي تهدف إلى الكسب المادي على حساب مصادرة القدرات الوطنية واتهامها بأنها غير قادرة على الدخول في غمار العمل وإثبات الوجود، مضيفاً حتى هذه المهنة التي استحدثها الشباب اقتحمت من قبل العمالة الأجنبية منها السورية على وجه الخصوص التي باتت تنافسنا بإعداد مشروبات أخرى إلى جانب الشاي والقهوة.
(فرج دردور) أستاذ جامعي بجامعة طرابلس قال: طبعاً ظاهرة غير حضارية ومرفوضة بأي شكل كان، ولكن يجب البحث عن أسباب لجوء الشباب لبيع الشاي والقهوة على أرصفة الطرقات لأنها تعطي مؤشرات خطيرة حيث تعد إحدى علامات فقر الشعوب فنحن نجدها في الدول الأشد فقرا ولا نجدها في أوروبا التي تضمن العيش الكريم لمواطنيها.
هذه الظاهرة كغيرها من الظواهر السلبية الأخرى لن نستطيع منعها رغم أننا لا نرضى عنها إلا بكشف أسبابها ووضع حل لأصحابها، وطالما الجهات المعنية بخلق فرص عمل مقصرة أو عاجزة سيتوسع تواجد هذه الظاهرة وقد نجبر على قبولها مضطرين كما هو الحال الآن، مضيفاً أن المواطن محتاج للتوعية الإعلامية بأن مثل هذه الظواهر تشوه منظر شوارعنا وقد يسعى البعض من الشباب لامتهان هذه المهنة على حساب دراستهم طالما تدر دخلاً.
(رضا محمد حمزة ) صاحب مقهى قال: لاشك أن هذه الظاهرة دخيلة علينا وهي من جملة الظواهر السلبية التي اقتحمت مجتمعنا أخيراً، الغريب في الأمر أنه رغم عدم تقبل المجتمع لهذه الظاهرة إلا أنها تتوسع في كل يوم حيث يزداد عدد البائعين للشاي والقهوة على الرصيف، حيث بدأت هذه الظاهرة تنتقل من طريق الشط إلى تحت بعض” الكباري” كما في منطقة راس حسن، أيضاً أعداد الزبائن في ازدياد وهذا سبب منطقي لتوسع هذه الظاهرة.
وأضاف البعض من الشباب الذي لم يتمكن من الحصول على وظيفة في القطاع العام بات يهرب من بعض المهن ذات المجهود الجسدي لمهن بسيطة وسهلة الممارسة وربما لأن رأس مالها بسيط ولا نلومهم طالما سياسات الدولة لم تمنع ذلك وطالما الجهات المعنية بشؤون العمل في ليبيا لم توضح رؤيتها، أيضاً ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم العالية قد يكون أحد أهم الأسباب لممارسة هذه المهنة.
(إسماعيل قجة) رئيس جهاز الحرس البلدي فرع طرابلس قال: نعلم بأن ظاهرة بيع الشاي والقهوة على الأرصفة ظاهرة سلبية ليس فقط لكونها تشويه المنظر العام للمدينة وإنما أيضا هناك الكثير من الممارسات غير المشروعة من ورائها كترويج للخمور والمخدرات.. المنظر غير مقبول إطلاقا والجهاز بالتعاون مع العديد من الجهات درس الكثير من الظواهر السلبية والتي منها هذه الظاهرة وقرر أن يقوم بالحد منها والجهاز في طور تنظيم بعض المسائل وسيقوم عناصره بمداهمة الأكشاك والبساطات التي تستعمل للبيع وستزال بشكل كامل الأسبوع القادم إن شاء الله.
(محمد درميش) المنظمة الليبية للموارد البشرية قال: كثرت هذه الأيام ظاهرة بيع الشاي على الطرقات العامة ليس في طرابلس فقط وإنما في الكثير من المدن وبات المواطن الليبي يتقبل هذه الظاهرة ويدعمها بشراء بضاعتها بل قد يعتبر عملية التفكير في الحد منها ظلم لهؤلاء الباعة، في مدينة طرابلس توجد هذه الظاهرة ليس على الطريق الساحلي فقط وإنما تتواجد في بعض الميادين والطرق العامة الأخرى، وحتى نكون واقعيين لابد وأن نرجع لأسباب توسع تواجدها والتي منها انخفاض فرص العمل في المجتمع الليبي وتدني مستوى دخل الفرد وهنا لا نلوم المواطن لأنه يبحث عن العيش الكريم التي لم توفره له الدولة التي تمتلك الإمكانيات الضخمة ولا تعاني من العسر المالي وإنما يجب علينا احترام هؤلاء الشباب والعمل على النظر إليهم بمنظار الود وحل مشاكل وتوفير فرص عمل لهم.
(أمجد رمضان البكوش ) طبيب الصحة العامة قال: بالطبع لا يلقي الكثيرون بالاً للمخاطر الصحية التي تترتب على تناول تلك المشروبات المكشوفة والمعرضة للتلوث السريع، كما يجهل الغالبية العظمى من الناس ” الزبائن” أن مثل تلك الأنواع من المشاريب قد تنقل حوالي 250 مرضا متنوعا كما يؤكد على ذلك الأطباء من الأمراض الخطيرة والفتاكة .
وأضاف المخاطر الصحية المحتملة على الزبائن جراء تناول تلك المشروبات قد تكون في الحدود الآمنة التي لا ترقى إلى تشكيل خطر محدق على صحة الإنسان، ولكن لابد وأن نعلم بأن تلك المشروبات تكون معرضة للتلوث سواء تلوثها بالبكتيريا والطفيليات وحتى السموم التي تنتجها البكتيريا أو تلوثها بالغبار والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق نتيجة تعرضها لعوادم السيارات، مضيفا بأن المستشفيات تستقبل يوميا أعداداً لابأس بها من المتسممين بمثل هذه الظواهر.
استطلاع … ربيعة عمار
ليبيا الجيديدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق