على الرغم من شعور الناس بأن وتيرة حدوث الزلازل تزايدت في السنوات الأخيرة، إلا أن هيئة المسح الجيولوجي الامريكية تؤكد أن عدد الزلازل التي تبلغ أو تفوق قوتها 7 درجات على مقياس ريختر ظلت ثابتة وأن الإعلام هو المسؤول عن الشعور بازديادها.
وتفسر الهيئة اتهامها للإعلام بأنه في السنوات العشرين الماضية، ازداد عدد الزلازل التي تم رصدها كل عام. وعزت الهيئة ذلك إلى الزيادة الهائلة في عدد محطات قياس الزلازل في العالم وإلى التحسن الغير مسبوق في وسائل الاتصالات العالمية.ففي عام 1931، كان هناك حوالي 350 محطة لرصد الزلازل في العالم. أما اليوم، فيزيد عددها عن 8 آلاف محطة وتصل البيانات الآن من هذه المراكز في طرفة عين عن طريق البريد الإلكتروني والإنترنت والأقمار الصناعية.
هذه الزيادة في عدد المحطات وورود البيانات في الوقت المناسب سمح للعلماء ولمراكز رصد الزلازل بتحديد موقع الهزات الأرضية بسرعة أكبر وكذلك بتحديد مواقع العديد من الزلازل الصغيرة التي لم تكن تكتشف في السنوات السابقة.
ويقول المركز الوطني الأميركي لرصد الزلازل إن نحو 20 ألف زلزال ترصد كل عام، أي ما يقرب من 50 زلزالا في اليوم.
ووفقا للسجلات، والتي تعود إلى عام 1900 تقريبا، فإن من المتوقع وقوع نحو 17 من الزلازل الكبرى (ما بين 7 و7,9 درجة على مقياس ريختر) وزلزال واحد ضخم بدرجة 8 ريختر أو أعلى، كل عام.
وحسب الهيئة فإن بعض الكوارث الطبيعية تسبب الأن أضرارا أكبر بكثير عما كانت تخلفه مثيلاتها في السابق وذلك بسبب النمو السكاني والهجرة إلى الحضر.
وبالطبع، كلما زاد عدد السكان في منطقة ما كلما زاد عدد المتأثرين بالكارثة. فالكثافة السكانية العالية تعني أن زلزالا بنفس القوة يخلف خسائر أكبر في المنطقة المأهولة عنه في منطقة نائية.
كما أن الاكتظاظ السكاني والهجرة إلى الحضر قد يجبر الناس على العيش في المناطق الهامشية كسفوح التلال ذات القاعدة الغير مستقرة، وفي سهول الفيضانات، وعلى خط من خطوط التصدع، أو في مبان رديئة الصنع.
وفي حين أن عدد الزلازل القوية ظل ثابتا إلى حد ما، إلا أن عدد السكان المعرضين للخطر آخذ في الازدياد.
و في بعض البلدان، تكون الأبنية الجديدة التي شيدت بسبب النمو السكاني تتمتع بدرجة أكبر من المتانة ومن مقاومة الزلازل ، ولكن في أغلب الأحيان يكون العكس ويخرج البناء هشا بسبب التسرع في إتمامه لمواجهة الطلب على السكن وعندئذ يسجل عدد ضحايا أكبر.
وهناك أيضا العوامل الطبيعية، حيث أصبحت بعض الكوارث الطبيعية أكثر تواترا وأكثر شدة من أي وقت مضى بسبب تدهور البيئة وتغير المناخ.
إزالة الغابات، الإفراط في الرعي على سفوح الجبال يزيد من احتمال وقوع انهيارات أرضية. و تؤدي نفس هذا السلوك إذا ما طبق في الأراضي الهامشية إلى التصحر وخلق مناطق قاحلة.
تقويم أو تغيير مسار الأنهار يقلل من حجم الماء الذي يمكن أن يحتويه هذا النهر ويسرع وتيرة تدفق الماء فيه. الإفراط في تجريف مساحات واسعة من الأراضي يقلل أيضا من حجم الأراضي المتاحة لاستيعاب وتقليل تدفق المياه. هذان العاملان يؤديان إلى زيادة الفيضانات.
وعلى الرغم من أن التسونامي ناجم عن زلزال، لكن الدمار الذي خلفه كان أكبر في المناطق التي كانت قد دمرت فيها مستنقعات تايلاند وأماكن نمو الأشجار الاستوائية فيها. فهذه المناطق تعمل وكأنها إسفنجة ضخمة تمتص الكثير من قوة الأمواج. ففي تايلاند، سجلت أعلى نسبة من الدمار على الشواطئ الرملية حيث كانت الموجة تستطيع الترحال لعدة كيلومترات دون أن يعيق أو يقلل من قوتها شيء.
وكلما زاد وعي الأفراد والحكومات وكانت أفضل استعدادا للوقاية من الكوارث الطبيعية والتعامل معها، كلما أمكن حفظ المزيد أرواح أكثر وتسجيل دمار أقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق