الأحد، 3 مارس 2013

#ليبيا " #تاورغاء".. مدينة ليبية يطاردها شبح #القذافي

لا يزال شبح القذافي يطارد أهل مدينة "تاورغاء" الواقعة في غرب ليبيا ، حيث يعاني أهلها من القهر والظلم والتشريد الذي جعلهم يعيشون غرباء داخل وطنهم .

وأتخذت كتائب القذافي  مدينة " تاور غاء " مقرا لها خلال الثورة الليبية، مما ألحق اللعنة على أهلها، وقد شارك حينها بعضٌ من أبناء المدينة في الاعتداء والتنكيل بأهالي مدينة مصراتة المجاورة، لكن منذ سقوط المدينة في أيدي الثوار، سجلت المنظمات الحقوقية جرائم ارتكبها هؤلاء الثوار بحق أبناء "تاورغاء".
وأصبح الهدوء يخيم على "تاورغاء" التي كانت تشتهر من قبل بتمورها، وتظهر آثار طلقات الرصاص على المنازل والشقق السكنية، وتتناثر فوارغ طلقات الرصاص على الأرض المتربة وسط أحذية وأطباق محطمة وعلب حليب وملابس، وعلى جدران أحد المساجد كتبت عبارة "مصراتة قوية".
وبعد أكثر من عامين لا يزال مصير أهلها غامضا ويقولون إن الدولة تخلت عنهم بعد أن وصمتهم ظلما بأنهم من أنصار القذافي، حيث فر عدد كبير من سكان "تاورغاء" شرقا إلى بنغازي وجنوبا إلى بلدات اصغر وهم يقيمون في مواقع بناء أو مبان خاوية.
ويقول السكان وفقا لوكالة " رويترز "، إنهم يخشون الاضطهاد والهجمات الانتقامية والاعتقالات العشوائية إن هم عادوا لديارهم وهو شعور ولدته حرب عمقت الانقسامات وأججت المخاوف من عمليات انتقامية في معاقل أخرى للقذافي مثل سرت وبني وليد.

وأشار سكان المدينة إن ذنبهم أنهم ينتمون لبلدة استخدمتها قوات القذافي كقاعدة لقصف مواقع للمعارضة على بعد 50 كيلومترا في مدينة مصراتة الساحلية.

ويضيف سكان "تاورغاء" أنهم كانوا رهائن لدى قوات القذافي وأن فئة قليلة هي التي خدمت طواعية ضمن قواته،وبشرة الكثير من سكان "تاورغاء" أدكن لونا من جيرانهم، وهو أمر يؤخذ أيضا عليهم.

جرائم ضد الانسانية

وقالت جماعات حقوقية إن ثوار مصراتة الساعين للانتقام نهبوا ودمروا منازل في "تاورغاء" وقرى زراعية قريبة بعد حملة قصف شنتها قوات القذافي.

وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان أن نحو 1300 شخص من سكان "تاورغاء" اعتقلوا أو فقدوا أو قتلوا ووصفت الانتهاكات بحق سكان البلدة بأنها 'ربما تمثل جرائم ضد الإنسانية ويمكن أن تنظرها المحكمة الجنائية الدولية".

وأضافت إن مليشيات في مدينة مصراتة الليبية، تقتل السكان النازحين من بلدة "تاورغاء" القريبة، وتعتدي عليهم بالضرب، وذلك بسبب اتهامهم من قبل المسلحين بالولاء لقوات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وارتكاب جرائم عنيفة في المدينة.

وأشارت منظمة "هيومن رايتس " إلى أنها أجرت مقابلات مع عشرات من النازحين من "تاورغاء" في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الذين اعتقلوا أو شردوا.

وأضافت المنظمة أن أولئك "قدموا تقارير موثوقة عن بعض المليشيات التي تطلق النار في مصراتة على سكان "تاورغاء" العزل، بالإضافة إلى الاعتقالات التعسفية والضرب، الذي يفضي في بعض الحالات إلى الموت".

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن السلطات المحلية وسكان مصراتة كانوا يتهمون أهالي "تاورغاء" بارتكاب جرائم خطيرة، بما في ذلك القتل والاغتصاب.


القصاص

في المقابل ، قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية كاملة خميس المزيني "أعتقد ان كل شيء سيعود لطبيعته" واصفة الشعب الليبي بأنه شعب رحيم وتوقعت انحسار الغضب قريبا. وأضافت ان يمكن الاعتماد على شيوخ القبائل في مصراتة لحل المشكلة.

ولكن سكان مصراتة يقولون أنهم يرغبون في القصاص من جرائم القتل والاغتصاب وغيرها من الجرائم الوحشية التي عانوا منها خلال المعارك.

وقال رمضان عوض بالروين عضو المجلس المحلي في مصراتة انه لا يمكن الحديث عن المصالحة قبل القصاص لأبناء المدينة مضيفا 'الجرح لا يزال ينزف ومن الصعب جدا التحدث إلى الناس قبل أن يلتئم".

وذكر بعض سكان "تاورغاء" أنهم حافظوا على صداقاتهم القديمة مع مواطني مصراتة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ولكن في السر، ويرفض كثيرون في "مصراتة" عودة سكان تاورغاء وهو ما يجد المسئولون في طرابلس أنفسهم بلا حول ولا قوة حياله حتى الآن.

وسئم بعض سكان "تاورغاء" السابقين الانتظار وأعلنوا عزمهم العودة في يونيو رغم ضعف قوات الأمن لدرجة تعجز معها عن حمايتهم.


أمل المصالحة

وعند الحديث عن المصالحة بين مصراتة وتاور غاء، ذكر عضو مجلس الحكماء ولجنة المصالحة الوطنية عبد الغني العوامي، في يناير 2013، أن المصالحة بين مصراتة وتاورغاء جارية وهي على وشك الانتهاء بصورة إيجابية.

وقال العوامي لـ "وكالة أنباء التضامن" الليبية إن "مصراتة طالبت باعتذار أهالي "تاورغاء" مع تسليم الجناة الذين اعتدوا على أهالي "مصراتة".

وتابع العوامي إن "أهالي تاورغاء قدموا اعتذارا رسميا إلى مدينة مصراتة عما بدر منهم في فترة الثورة، ووعدوا بتسليم الجناة إلى جهة حكومية".
وتابع عضو مجلس الحكماء إنه "قد شكّلت لجنة أمنية تكشف عن هوية الجناة وتسليمهم للقضاء، خاصة وأن الجناة المطلوبين يبلغ عددهم 1800 شخص في الوقت الذي يبلغ سكان أهالي تاورغاء 38 ألف مواطن".
ومن جانبه قال أحد مشايخ "تاورغاء": إن ملف "مصراتة- تاورغاء"، تم تسييسه لأغراض ومصالح شخصية هدفها تشويه الثورة وبث الفتنة والتفرقة بين القبائل الليبية.
ويتابع، سليمان محمد السليماني قائلاً:"إن تاورغاء ومصراتة وورفلة وترهونة وزليتن وسرت إخوة، لكن ما حدث بعد الثورة لتاورغاء وتوافد أعداد كبيرة من الكتائب على المدينة جعلنا في موقف لا نحسد عليه".
ويمضي السليماني، في حديثه لصحيفة "قورينا الجديدة": "بقينا في منتصف منطقة المعارك.. قوبلنا بالعداء من قبل الكتائب، ومن ثوار مصراتة، ما اضطر أهالي المدينة للهجرة سيراً على الأقدام مسافة 110 كلم، لغاية منطقة الهيشة مات خلالها الكثير من النساء والأطفال والشيوخ".
ويقول:"لشدة الهلع والخوف تشتتت عائلات كثيرة، وفقد الكثير من الأطفال.. إلى الآن هناك أمهات لم يجدن أطفالهن ، و لم نتمكن من العودة إلى مدينتنا، نمنع من العودة إليها ولم يسمح لنا بدخولها.. بيوتنا مدمره، ولا ندري ما الذي فعلناه حتى ننال هذا الجزاء".
ونحو هذا الصدد قال المتحدث الإعلامي باسم المجلس المحلي لمدينة تاورغاء، عبد الحكيم التاورغي: "إن مصراتة وتاورغاء محصنتان ضد أية فتنة هدفها إحداث نزاعات وحرب أهلية".
وأشر التاورغي، قائلاً: "أن هناك محاولات يائسة من بعض الخلايا السرطانية غير النائمة، التي تدعي انضمامها لثورة السابع عشر من فبراير، ولكن للأسف هي في حقيقة الأمر تعمل بشكل ممنهج مخطط ومدروس لإحداث فتن وصراعات بين القبائل وخاصة المتجاورة منها".
ويضيف المتحدث قائلاً: "إن دور لجان الحكماء وعقلاء ومشايخ القبائل يكمن في توعية الناس والتنبه لهذه الخلايا الخبيثة من خلال عمل حوارات ومناقشات في جلسات ودية تضم العديد من مشايخ القبائل ومحاولة ترطيب القلوب وتوحيد الصفوف ومحاربة الفتن ونبذها والعمل من أجل هدف وغاية واحدة وهي وحدة ليبيا".
 شبكة الاخبار الليبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق