جدد الرئيس السوري بشار الأسد، تحذيره من تداعيات "اللعب بخط التماس"
السوري على "سائر أنحاء الشرق الأوسط، واتهم بريطانيا بالسعي الى "تسليح
الارهابيين" في بلاده، ووصف حكومتها بـ"مشعل النيران"، فيما وجه انتقادات
لعدة دول منها تركيا وقطر، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة صنداي تايمز
البريطانية، اليوم الاحد.
"أنباء موسكو"
وأعاد الرئيس السوري تحذيره من تداعيات "اللعب بخط
التماس" السوري على "سائر أنحاء الشرق الأوسط، وقال "لقد قلت مرارا ان
سوريا هي بمثابة خط تماس جغرافيا وسياسيا، واجتماعيا، وأيديولوجيا، ولذلك
فإن اللعب بهذا الخط سيكون له تداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الاوسط"،
مشددا على ان "القاعدة وأيديولوجيتها تشكل تهديدا وخطرا ليس فقط على سوريا
بل على المنطقة بأسرها".
واتهم الحكومة البريطانية في المقابلة التي
اجريت معه قبل ايام، بالسعي الى "تسليح الارهابيين" في بلاده، وقال الاسد
للصحيفة الاسبوعية "كيف يمكن ان نتوقع منهم تخفيف حدة العنف في حين انهم
يريدون ارسال معدات عسكرية الى الارهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين
السوريين"، مضيفاً "بصراحة لقد اشتهرت بريطانيا بلعب دور غير بناء في
منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، والبعض يقول منذ عقود، انا اتحدث عن
الانطباع السائد في منطقتنا".
وأشار الرئيس السوري إلى ان "المشكلة
مع هذه الحكومة، هي ان خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الارث من
الهيمنة العدوانية"، متهما الحكومة البريطانية بانها "تتصرف بطريقة ساذجة
ومشوشة وغير واقعية"، و"اذا ارادوا ان يلعبوا دوا عليهم تغيير هذا، والتصرف
بطريقة اكثر عقلانية ومسؤولية، والى ان يحصل ذلك فنحن لا نتوقع من مشعل
حرائق ان يكون رجل اطفاء".
واكد ان الاتصالات مقطوعة بين دمشق ولندن
منذ وقت طويلة، متهما بريطانيا بالافتقار الى المصداقية ما لا يؤهلها
للقيام باي دور في حل الازمة السورية. وقال "اذا اردت التحدث عن دور، لا
يمكن فصل الدور عن المصداقية ولا يمكن فصل المداقية عن تاريخ هذا البلد".
وعن
الحلول لوقف العنف الدائر منذ سنتين ببلاده، طالب الاسد كل من يريد وقف
العنف في سوريا بان يضغط على تركيا وقطر والسعودية "للتوقف عن تزويد
الارهابيين بالمال والسلاح"، مؤكدا ان هذا هو مفتاح وقف العنف في سوريا.
وقال "اذا كان احد يريد بصدق واشدد على كلمة بصدق، ان يساعد سوريا وان
يساعد في وقف العنف في بلدنا يمكنه القيام بأمر واحد هو الذهاب الى تركيا
والجلوس مع رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان وان يقول له "توقف عن تهريب
الارهابيين الى سوريا، توقف على ارسال الاسلحة وتأمين الدعم اللوجستي
لأولئك الارهابيين"، مضيفاً "ان من يريد وقف العنف في سوريا يمكنه ايضا ان
يذهب الى قطر والسعودية ويقول لهما توقفا عن تمويل الارهابيين في سوريا".
وردا
على سؤال عن الدعوة الى التنحي التي وجهها اليه وزير الخارجية الاميركي
الجديد جون كيري قال "رسالتي ليست فقط لكيري بل لأي شخص يريد التحدث بشأن
الازمة السوري وهي ان السوريين وحدهم هم من يمكن لهم ان يقولوا للرئيس ابق
او ارحل، تعال او اذهب، ولا احد غيرهم"، وتابع "اقول هذا بوضوح كي لا يضيع
الاخرون وقتهم ولكي يعرفوا على ماذا يركزون".
كما اتهم الأسد، اضافة
الى قطر وتركيا والسعودية، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بانها "تدعم
الارهاب في سوريا بشكل مباشر او غير مباشر، عسكريا او سياسيا"، بحسب
مقتطفات من المقابلة نشرت ترجمتها بالعربية وكالة الانباء السورية سانا.
يشار
إلى أن حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ابدت تأييدها زيادة
المساعدات الى المقاتلين المعارضين للرئيس الاسد، كما ايدت رفع الحظر
الاوروبي المفروض على ارسال اسلحة الى سوريا، بهدف التمكن من ارسال معدات
عسكرية الى المعارضة، كما قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في
شباط/فبراير تمديد العقوبات المفروضة على سوريا والسماح بتقديم مزيد من
الدعم للمعارضة ولكنهم رفضوا رفع الحظر على الاسلحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق