عمان، الأردن (CNN)-- استنكرت شخصيات سياسية ونقابية إهداء وفد مهني
أردني مؤيد للرئيس السوري بشار الأسد، عباءة أردنية تقليدية في زيارة ليست
الأولى من نوعها لمجموعة من المؤيدين للنظام السوري، ووصفها بأنها هدية من
الشعب الأردني، في الوقت الذي أكد فيه أعضاء بالوفد أنهم "مثلوا فئة بعينها
فقط من الشعب."
وأثارت الزيارة زوبعة من الجدل والاحتقان في
الأوساط الأردنية، عقب بث وكالة الأنباء السورية الرسمية نبأ الزيارة
الاثنين، فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو،
معربين عن تبرؤهم من إلباس الأسد "العباءة" والتحدث باسم الأردنيين.
كما تركزت ردود الفعل الشعبية الغاضبة ضد أمين سر نقابة
المحامين الأردنيين، سميح خريس، الذي ترأس الوفد إلى سوريا، وخاطب الأسد
باسم "الأردنيين."
وقال خريس للأسد: "الأهل في الأردن حملوني هذه العباءة، لنقول
للرئيس بشار أنت الرائد، ونحن نقف من خلفك، ونقف على يمينك، ونقف على
يسارك، وبحضورك، وبغيابك أنت الذي دوما حاضر في عقولنا وضمائرنا ووجداننا."
وأستأذن خريس الأسد بأن يرتدي العباءة، التي قال إنها "عباءة
العروبة في وجه عباءات الناتو"، فيما وصف الأسد بأنه "زعيم الأمة في بلاد
الشام."
في الأثناء، نفى عضو الوفد الناشط السياسي، ضرغام الخيطان هلسا،
أن يكون الوفد قد تحدث باسم الأردنيين، مشيرا إلى أن "تقديم العباءة" هو
"لرمزيتها العروبية، وليس الأردنية حصرياً"، على حد قوله.
وأضاف هلسا في تصريحات لموقع CNN بالعربية عقب عودته من دمشق:
"إن تحدث رئيس الوفد باسم أهل الأردن، فهو بمثابة تعبير ارتجالي، وخريس لم
يمثل موقف نقابة المحامين الأردنيين، ولا اتحاد المحامين العرب، بل عبر عن
طليعة من الشعب الأردني، وقواه الحية الواعية لخطورة التدخل الامبريالي في
سوريا."
وبين هلسا أن الزيارة جاءت استجابة لدعوة وجهها القصر الرئاسي
السوري لمجموعة من الناشطين السياسيين الأحد، للاطلاع على أبرز المستجدات
السياسية الداخلية في سوريا والوضع الدولي المحيط.
أما عن تقديم الوفد للعباءة الأردنية للأسد، أردف قائلاً: "قمنا
بتقديم العباءة كتعبير رمزي معروف عن مبايعة عميد القوم، باعتبار أن الأسد
هو عميد هذه الأمة والعباءة هي عربية أولاً."
وأضاف: "نحن نعي جيداً أننا لا نمثل كل الأردنيين، بل جزءاً من الشعب الأردني"، على حد تعبيره.
وفي السياق، كشف هلسا عن مناقشة جملة من القضايا خلال اللقاء،
في مقدمتها "الحل السياسي" للأزمة السورية، وما أسماه بـ"قوى الظلام
العسكرية الداخلية المدعومة خليجياً وقطرياً من أجل إقامة دولة مذهبية
لخدمة مشروع إقامة دولة إسرائيل اليهودية."
وأكد هلسا نقلاً عن الأسد، بحثه لبرنامج الإصلاح الذي تقدم به
مؤخراً، بما فيه الحوار الذي تتبناه الحكومة السورية مع القوى السياسية
والمعارضة، فيما أشار إلى أن الرئيس السوري تحدث بشكل إيجابي عن "الائتلاف
الوطني السوري المعارض."
وقال هلسا إن الأسد أكد أنه في حال اتفاق السوريين على الحوار،
فإن "لا مشكلة لديه حينها بترك المنصب"، لافتاً إلى أن الأسد قال لهم: "إن
هذا الموضوع لا يعنيه كثيراً"، وذلك في سياق الحديث عن "شرط التنحي للتفاوض
مع القوى السياسية."
كما نقل عن الأسد، تأكيده لحق كل سوري غادر الأراضي السورية بالعودة إليها حتى لو لم يكن يملك الوثائق المطلوبة معه.
بالمقابل، تباينت ردود الفعل النقابية بشأن الزيارة، حيث اعتبر
نقيب المحامين الأردنيين الأسبق المعارض صالح العرموطي، أن "العباءة" التي
أهديت للأسد "هي عباءة ملطخة بدماء الشهداء السوريين"، مطالباً باتخاذ
إجراء بحق رئيس الوفد.
وقال العرموطي، في تصريحات لموقع CNN بالعربية: "أولاً الوفد
وأمين سر نقابة المحامين لا يمثلون إلا أنفسهم، ولم يفوضهم أحد للتحدث باسم
الأردنيين.. وهذه العباءة ملطخة بدماء السوريين، والأصل أن يكون هناك موقف
لنقابة المحامين من ذلك."
من جانبه، قال نقيب المحامين الأردنيين، مازن ارشيدات للموقع:
"لا يوجد موقف منحاز، ولا يعبر موقف خريس عن نقابة المحامين الأردنيين، وهو
تصرف بصفته الشخصية وليس كعضو بنقابة المحامين."
وفي رده على مطالبات محامين باتخاذ إجراء بحق خريس، الذي يشغل
موقع أمين السر في النقابة، ومساعد الأمين العام لاتحاد المحامين العرب،
قال ارشيدات: "موقف خريس لا علاقة للنقابة به، فنحن نحاسب من يخالف قانون
نقابة المحامين."
أما عن الموقف السياسي من الأزمة السورية للنقابة، فقال
ارشيدات: "موقفنا في النقابة وفي الاتحاد معروف.. نحن مع حرية الشعب وتداول
السلطة بشكل سلمي، لكننا لسنا مع الاستيلاء على السلطة من الخارج."
ونفى ارشيدات أن يكون قد صدر أي بيان رسمي أو موقف باسم مجلس نقباء النقابات المهنية الأردنية تتبرأ من زيارة وفد أردني للأسد.
هدا، وقد رجح ناشطون سياسيون مؤيدون للثورة السورية، بالعودة
مجددا للاحتجاج أمام السفارة السورية خلال الأيام المقبلة، على خلفية
الزيارة وتأييدا للشعب السوري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق