السبت، 23 فبراير 2013

#ليبيا #محمدعبدالله_الشيباني : وشهد شاهد من أهلها!

شاهد شعبية الثورة الليبية ليس مجرد شاهد واحد، كذلك الشاهد اليتيم الذي قاد انقلابا عسكريا، ثم طوره زورا إلى ثورة، وظل العقود الطوال ينعق كاذبا بشرعية ما اقترف. كلا إن شاهد ثورة ليبياهم السواد الأعظم من الليبيين الذين هبوا من كل حدب وصوب ليشهدواعلى شرعية ثورتهم في ذكرى يوم عرسها الثاني؛ 17 فبراير 2013.
قبل يوم 15 فبراير الجاري نعقت أصوات مشبوهة من هنا وهناك، وهي تحرض على الخروج اللاسلمي، ملوحة بشعارات وقراءات موغلة في السوداوية، بل وصل الحال ببعضها إلى إعلان الحرب والتبشير بثورة أخرى تلتهم سابقتها.
وبالفعل أخذت الجهات الرسمية هذه الدعوات مأخذ الجد، واستعانت بما لديها من قوة متواضعة حصنت بها بنيان الدولة الوليدة.
الله سلّم، وتفضل علينا سبحانه بمرور يوم 15 فبراير على خير، ولم يتحقق للفئة الباغية ما كانت تطمح إليه من سوء.
هل هذا الدليل كاف على بوار أفكار ومشاريع دعاة الفتنة وتجار الدماء؟
قضاة التاريخ لم يكتفوا بهذا الدليل، وانتظروا ما تأتي به الأيام التاليةليوم 15 فبراير من أدلة براءة أو قرائن إدانة لهذه الثورة الشعبية بامتياز.
إن الشعب الليبي الذي ظل يمارس طقوس أعياده الوطنية وحتى الدينية وفق إيعازات تصدر من الدكتاتور شخصيا طوال عقود أربعة حتى تكلست عضلاته وصدئت مفاصله، ها هو اليوم يتجاوز كل ذلك، ويخرج بقضه وقضيضه في تلقائية وعفوية منقطعة النظير، قائلا لكل ذي عقل: حُسِم الأمر!
أجل الشعب كله هذه المرة وفي كل مرة هو الذي يحسم الأمر، وليس كما ادعى المبطلون الناعقون من وراء الحدود بأن الأمر قد حسم لصالحهم!
“الراجلْ يقرع”، إنه مثل شعبي ليبي يعرفه كل الليبيين، وهو يعني ببساطة الدعوة إلى عدم التعنت، والتوقف عن حجب بريق الشمس المبهر بالغربال.
“وشهد شاهد من أهلها”، جملة بليغة زاجرة، وهي كافية بأن يجعلها قضاة التاريخ المذكورين ديباجة منطوق حكمهم على براءة الثورة الليبية من تهمة عدم شعبيتها، وبأنها ثورة قام بها الغير نيابة عن الليبيين!
أجل إن كل أهل الثورة الليبية تقاطروا من كل حدب وصوب إلى قاعة المحكمة التاريخية التي انعقدت ليلة 17 فبراير الجاري ونهارها في كل ميادين وشوارع المدن الكبرى، وفي مقدمتهم طرابلس وبنغازي، ليقذفوا بألف دليل ودليل على العلاقة الشرعية القاطعة بينهم وبين ثورتهم التي كلفتهم عشرات ألوف الأرواح الزكية من فلذات أكبادهم.
يجب على كل” راجل أن يقرع”، وإلا ففي رجولته شك!
وإذا لم “يقرع” بعض الرجال بكل ذلك، ولم تقنعه أمواج البشر المحتفلين على سجيتهم بما حققوه من انتصار على الدكتاتور، فلا أقل من أن ينظر هؤلاء الرجال إلى ما عندهم من حجج وهم ينتصرون لحاكم قضى عمره يزني اغتصابا بصبيات بني شعبه، كما صرح بذلك طابور ضحايا الدكتاتور المهووس!
إنني وإذ أعقد هذه المحكمة افتراضا، فإنني افترض دائما أنني أخاطب الرجل الذي ” يقرع”، وليس غيره!
لا أظن أن أقل الناس ذكاء وأفترهم رجولة وأضعفهم دينا، وهو يستمع إلى شهادة الفتاة “ثريا” وما نالها على يد “القائد” الذي يتباكى عليه بعض الرجال وربما أشباههم مشنعين على ضحاياه المساكين استعانتهمبالأجنبي عليه، سواء كان ناتو أو غيره، لا أظن أن هذا الرجل يرضى بأقل من الحكم الذي أطلقه الشعب الليبي كله على حاكم دكتاتور دأب على قتل الرجال واغتصاب النساء!
وغالب الظنأن الكثيرين ممن لا يزالون مفتونين بحب القائد، ومستكثرين على الليبيين ما فعلوه اضطرارا، لا يعلمون بفضائح هذا القائد الهمام!
وإذا تأكد ذلك، وهذا ما أرجوه، فإنني أستطيع أن أتيقن بأن أي من أولئك المتباكين الآن على القذافي ونظامه لن تطاوعه عيناه على البكاء بعد اليوم على زعيمه ونظامه البائد، وذلك بعدما رأى بأم عينيه دموع ثريا وأخواتها تبلل جلباب ذلك الوحش المهووس جنسيا والمختل عقليا، وكذا دم بكارتهن مسفوحا على فراشه النجس.
أفئدة الملايين تلهج بتلقائية بحياة ثورة الشعب، وقلائل مبعثرون هنا وهناك يحنون إلى أطلال العار المحزنة المخزية.
أما أنا ومعي  قضاة التاريخ وسواد الليبيين فقد حزمنا جميعا أمرنا وقلنا: شهد شاهد من أهلها، و”الراجل فقط هو الذي يقرع”، أما أشباه الرجال فسيظلون عُبّادا للدجال!
المنارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق