الوطن الليبية - احمد المجدوب
الشباب وهى الفئة
العمرية التى تأتى بعد مرحلة الطفولة، وهى من بين الفئات العمرية التى تمثل
النسبة الاعلى بين الفئات العمرية بليبيا، وهى التى تحتاج لاهتمام ورعاية
وتخطيط وإحتواء، وتوفير كل الامكانيات المتاحة لها، فهى من سيتولى إدارة
مستقبل ليبيا ومنهم من هو فعلا يشارك فى ذلك، وبدون فهم ومعرفة وتطبيق
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فسيظل التخلف هو السائد. وقبل الدخول فى
الموضوع وددت الاشارة إلى بعض الأبحاث فى مجال الشباب العربى وهى قليلة،
حيث قسمت الشباب إلى ثلاث فئات: " الفئة الأولى: فئة الشباب الحقيقيين
الذين يشرفون المجتمع، وهم فئة تعلم دورها ومسؤولياتها، وتبحث عن ذاتها من
خلال إستثمار طاقاتها العلمية. كما أن هذه الفئة تسعى دائما لمواجهة
الصعوبات فلا شيء مستحيل أمام العمل والطموح، تعتمد على إيمانها بالله،
واثقة من قدراتها التي وهبها الله إياها. وتشير الأبحاث إلى أن الشاب من
هذه الفئة يكون شاباً طموحاً يحدد أهدافه، ويرسم طريقه للوصول إلى مبتغاه،
فيختار مساره التعليمي المستقبلي ولا يترك الصدفة تختار مستقبله، فلا يعطي
نفسه أكثر من قدراتها ولا أقل من إمكاناتها، وهم دائماً يرددون كلمة: أنا
أعرف نفسي وأعرف قدراتي لا أشترك أو أغامر في شيء دون دراسة ومعرفة مدى
إمكاناتي واستعداداتي في هذا الموضوع. الفئة الثانية: هم الشباب المعتمد
على الآخرين، وهم فئة من الشباب تحتاج إلى تلقي الرعاية دائماً من
الوالدين، وبالتعلق بهما، وتتصف بالالتصاق بالآخرين، والخوف الشديد من
الانفصال، صعبة في اتخاذ القرارات، كما تتصف بإلقاء مسؤولية أعمالها
والأشياء التي تخصها على الآخرين، والافتقار إلى الثقة بالنفس، والانشغال
غير الواقعي بالخوف من غياب مساندة الآخرين وينبغي أن تترك له مسؤولية
الاعتناء بنفسه أو تحمل المسؤولية. الفئة الثالثة: هي فئة الحالمين، وهم
الشباب الذين يعيشون في عالم الخيال، فهم شباب يحلمون بمستقبل مزدهر
ويريدون مكانة إجتماعية مرموقة وحالة إقتصادية متميزة، لكنهم يعيشون في
واقع أليم فهم لا يحملون شهادات علمية، ولا يحملون أي صفات اجتماعية أو
اقتصادية تؤهلهم لهذا الحلم الرومانسي .. ومن هنا يحدث تصادم بين الواقع
والخيال، ومع ذلك يصدقون الخيال ويكذبون الواقع، ويصفون المجتمع بالظلم
وبأن حقه مهضوم، وربما إذا سألتهم عن أحوالهم لقالوا لك إننا مثل الشمعة
تضيء لغيرها وتحرق نفسها، ويرددون على ألسنتهم دائما نحن مظلومون، ونحن
غرباء في بلادنا، ونحن الفئة المسكينة ونحن .. نحن." ولو حاولنا تحديد
مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ذات العلاقة بالشباب فسنجد من
بينها: 1- إستعمال الحاسوب والانترنت والبريد الالكترونى. 2- برمجة
المنظومات وتصميم مواقع الانترنت. 3- تركيب وتشغيل وصيانة المنظومات
المتكاملة مثل منظومة تخطيط موارد المؤسسة. 4- التدريب بمختلف مجالاته. 5-
صيانة الحاسوب وملحقاته. 6- إستعمال الهاتف المحمول. 7- تركيب وصيانة
الاقمار الصناعية والبث المرئى. 8- صيانة الاجهزة والمعدات الالكترونية. 9-
الصحافة الالكترونية والنشر الالكترونى. 10- التجارة الالكترونية " مثل
السوق الليبى على الانترنت". 11- صناعة الالعاب الالكترونية. وهنا ليس
المجال للحديث حول المزايا والعيوب لكل منها، وإنما الامر للتعريف
بالمجالات التى تناسب الشباب. فى ليبيا تختلف الامور بين فئات الشباب
المختلفة فمنهم من يشتغل أو يتعلم أو يتدرب فى مجال أو أكثر من المجالات
المذكورة بعالية وهم من ينتمى لفئة الشباب الاولى المشار إليها بعالية، وهم
من يحتاج لزيادة الاهتمام والتشجيع. أما الفئة الثانية والثالثة فهى من
يمكن أن يطلق عليهم غير المكترثين بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخاصة
الفئة الثالثة، وهم من يطلب الامر دراستهم ومن بعد التخطيط لتوعيتهم
وتطويرهم والتغلب على ما هم عليه. قد يكون هذا الكلام نظرى بسبب صعوبة
التعرف على أى من الفئات الثلاثة بالمجتمع الليبى، ولكن لنتمعن معا الفئات
الشبابية التالية وليتضح لنا أن أغلبهم ينطبق عليهم عدم الاكتراث لسبب وأخر
وخاصة السبب الاهم ألا وهو المالى، وهى الفئة التى تكتوى بنار البطالة
وخاصة الشباب الذى أنهى دراسته. الموضوع كبير وهذه السطور لا تفيه حقه
ويحتاج للمزيد والمزيد، فالامل أن تكون هناك مشاركات فاعلة وبناء وتساهم فى
تحول شباب ليبيا الى الاهتمام والاندماج فى تكنولوجيا المعلومات
والاتصالات والعمل بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق