(( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ))
سورة الأحزاب
بعد التصريحات الخطيرة والتي تهدد الأمن القومي وتهدد صراحة
بضياع الثورة ودخول الوطن بما يسمى الصوملة والافغنة وشبيهة بالحالة العراقية فقد
صرح رئيس الحكومة بأنه بصدد أعطاء الشرعية لجسم قد سماه ركن من اركان الجيش أو
الحرس الوطني يتكون من الثوار واللذين لم ينزعوا سلاحهم وفق شرعية ثوريتهم وهو
بذلك يعطيهم الضوء الأخضر بتكوين هذا الجسم والذي يشابه الحرس الثوري الايراني
والذي يتحكم بمصير أيران حتى اليوم والذي مكن لولاية الفقيه ( ونحن بولاية المفتي),
وايضا تصريح وزير الداخلية الدكتور عاشور شوايل والذي صرح بأن الوزارة سوف تفكر
بخلق جسم آخر موازي للداخلية وهذا بعد الضغوطات التي مورست عليه من قبل الانقلاب
الذي تم على المؤتمر الوطني من جماعة اللجنة الأمنية العليا والتي قررت أن تكون
جسما مستقلا أي شرطة موازية وامن موازي للداخلية, فهي أذن دولة داخل دولة يتم
الرضوخ لها وشرعنتها ودعوني ارتب ألأحداث المتلاحقة ونتراجع تاريخيا منذ نشوء
المجلس الأنتقالي وحتى الان.
المجلس الانتقالي قد تم التحكم به من خلال تيارين هي نفسها
التي انضمت الى فكرة ليبيا الغد وسيف ابن المقبور وهي تيارات متنافرة لخلق نوعا من
التوازن على المشهد السلطوي ولكن اصبحت تتصارع بشكل فج ومحاولة أحدها الانفراد
بالمشهد السياسي وحتى التحكم والاستيلاء على السلطة وهذا ما يقودنا الى الحالة
السيئة التي وصلت فيها ليبيا بعد الثورة لأن من يتسابقون على غنيمة الوطن يتصارعون
من أجل احزابهم و ليس الوطن, وهنا نراهم يعملون ليل نهار للإسراع بإنهاء الصراع
وحتى ينفردوا بالغنيمة لوحدهم ويتحقق لهم التحكم بالوطن بصورة كاملة, الكيب في
تصريحاته الاخيرة قد ذكر أن هناك سلطة عليا هي من يتحكم ويعطي الاوامر لتنفيذها
وبعد مناقشته من هي هذه السلطة تراجع عن أقواله وقال المجلس الأنتقالي ولكن
الحقيقة هي خوفه على منصبه أو حياته أن جاز لنا التعبير, وذهب المجلس الانتقالي
وحكومته ومكتبه التنفيذي بعد أن وضعوا البلاد في حالة صعبه بل خطيرة, ولندخل على
مسرحية انتخابات المؤتمر الوطني والتي ومع التهييج الاعلامي على انها استحقاق وطني
وديمقراطي فقد هرول الشعب لصناديق الاقتراع جماعات وفرادى وتصوير الاصابع الزرقاء
على انها انجاز تاريخي ونصرا للثورة ولكن الحقيقة نتجرعها الان فهي مصيبة ولكننا
نرفض ان نصدقها وندس رؤؤسنا في الرمال, المهم اصبح لدينا وكما يقال جسم شرعي منتخب
اسمه المؤتمر الوطني ومن مئتي عضو ورئيس ونواب فما الذي حدث هل شاهدنا تقدما يذكر
هل رأينا انجازات ثورية بمستوى ثورتنا (الأجابة لديكم), الان المؤتمر الوطني يتعرض
لشتى صنوف التهديد والابتزاز وهو رهينة بيد من يستفرد بالسلطة الان والتي ذكرها
السيد الكيب, وما خروج الكثيرين من اعضاء المؤتمر منادين الشارع للدفاع عن هيبة
الدولة وشرعيتها الا دليل ضعفهم فهم الأن يكتبون ويقرون ما يملي عليهم من قبل تلك
السلطة أو ذلك الحزب, وقد برهن على ذلك وبعد جمعة انقاذ بنغازي والتي كانت ضد كل
الكتائب والمليشيات المسلحة فيها وبعد الهدية المجانية من شعب بنغازي يظهر علينا
وفي نفس اليوم الدموي رئيس المؤتمر ومن خلفه مجموعة ما يسمى الكتائب الشرعية ليعلن
للشعب أن هذه الكتائب تتبع وزارة الدفاع وتحت شرعيته وليعطيها صك غفران ويصبغ
عليها شرعية الدولة بدون أذن الشعب ولا يختلف هذا المشهد من مشهد البيان الركيك
والمؤدلج من قبل رئيس مجلس بنغازي المحلي وفي الخلفية تظهر نفس الوجوه والذي من
محتواه يعطي اذنا بعدم شرعية الدولة متمثلة بالداخلية والشرطة والامن, سوف نفتح
ملفات اللوم والمقاضاة والمحاكمة لكل من اعطى هؤلاء الوقت لتزداد قوتهم وسيطرتهم
وسوف نفتح ملف المؤتمر و الحكومة لأنها تعطي هؤلاء مزيدا من الوقت والشرعية لتنفيذ
مخططاتهم.هم الان يسارعون الخطى والخطط بعد القبض على الفزاني المنفذ لعمليات
بنغازي واغتيال رجال أجهزة الداخلية والجيش و السكوت المريب من المؤتمر والحكومة
عن التحقيقات والتي تؤكد ما نقوله من انهم اصبحوا رهينة بيد تلك المليشيات والحزب
الأخواني وباقي الازلام ومن يدعم هذا التوجه للسيطرة المطلقة او أدخال البلاد في
حالة فراغ سياسي وامني ونفق مظلم.
لن الوم من كان هدفه وطنيا وخدمة الوطن من خلال منصبه أو عضويته
بالمؤتمر الوطني أو الحكومة ولكنهم الان يعرفون ويعلمون ما يحاك وما يدبر من هؤلاء
للاستحواذ على السلطة فهل وطنيتهم ذهبت أدراج الرياح وهل المنصب له بريقه لأن
استمرارهم وتنفيذ تلك الضغوطات هي عملية أشتراك بجريمة سرقة الوطن لأن الصمت و أخذ
دور الشاهد لن يخرجكم من المسائلة والمقاضاة لكم وللذين من قبلكم, الوضع خطير والوطن
يضيع ولن نقف متفرجين لذبحه وما عليكم الا ان تعلنوها صراحة بصرخة تصل لكل الشعب
بان الوطن تتم سرقته, عليكم بالشعب كونوا مع الشعب فهو معكم لن يخذلكم.
الأمر الاخير وهي رسالة لهؤلاء أن الشعب لن يتراجع عن
استحقاقاته وعن شهدائه وجرحاه وثورته ويعلم ايضا أنكم تسيطرون على صاحب القرار
السياسي سواء بالمؤتمر أو الحكومة ولكن لا يمكنكم السيطرة على ارادة الشعب الذي
فهم ما تخططون له وسوف يكون لكم بالمرصاد بثورته القادمة ان شاء الله وهنا لي نداء
وصرخة لأبناء أقليم طرابلس وفزان بأن يتحركوا معا مع أقليم برقة لتكون ثورة واحدة
لوطن واحد,لأن التراجع يعني الهزيمة والتفريط بثورة فبراير ويعني ايضا أن برقة
وبنغازي لن تتراجع وسوف تنتصر فهي لن تهدي نصرها هذه المرة الا لمن كان معها
ويستحق ان يشاركها هذا الانتصار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق