رويترز: مع قيام شركات النفط والغاز العالمية بأكبر تخفيض لإنفاقها في مواجهة أسوأ تراجع تتعرض له منذ عقود، تتبنى مجالس إداراتها استراتيجيات مختلفة للخروج من تلك الأزمة. وهبطت أسعار النفط نحو 70% خلال آخر 18 شهراً إلى حوالي 35 دولاراً للبرميل، وهو ما دفع أكبر خمس شركات نفطية في العالم إلى تسجيل انخفاض حاد في الأرباح خلال الأيام القليلة الماضية. ويواجه الرؤساء التنفيذيون لشركات الطاقة معضلة توازن صعبة، حيث يجب عليهم خفض الإنفاق للحفاظ على سلامة الوضع المالي لشركاتهم وفي الوقت نفسه الحفاظ على البنية الأساسية وطاقة الإنتاج، بما يتيح لهم المنافسة والنمو عندما تتعافى السوق.
وتترجم السياسات الجديدة عبر التركيز على مجالات خبرات تلك الشركات والمواقع الجغرافية لأصولها الرئيسية. فعلى سبيل المثال، تنسحب "شيفرون" و"كونوكو فيليبس" و"هيس كورب" الأميركية من المشاريع في المياه العميقة الأكثر كلفة، لتركز على حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة. وتراهن "بي بي" البريطانية على حقول الغاز البحرية في مصر، فيما فضلت "رويال داتش شل" مساراً بديلاً، حيث تسعى إلى تأمين مستقبلها من خلال الاستحواذ على "بي جي غروب" في صفقة بقيمة 50 بليون دولار. وانصرفت شركات أصغر مثل "كونوكو فيليبس" و"هيس" أيضاً عن مشاريع المياه العميقة، واتجهت إلى إنتاج النفط الصخري من الحقول البرية بما في ذلك باكين شيل في ولاية نورث داكوتا. وفي السنوات الخمس التي سبقت الهبوط الحاد لأسعار النفط، تسابقت شركات الطاقة الكبرى على زيادة الطاقة الإنتاجية، وتشمل شراء حصص في حقول كبيرة ومكلفة. وعلى الرغم من ذلك، خفضت الشركات إنفاقها الرأسمالي الإجمالي خلال العام الماضي، وألغت خططاً لمشاريع عملاقة تكلف المليارات لتطويرها وتستغرق ما يصل إلى 10 سنوات حتى تصل إلى مرحلة التشغيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق