العرب اللندنية: ربط رئيس تيار المردة سليمان فرنجية انسحابه من السباق الرئاسي بإعلان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري عن دعمه لميشال عون. واعتبر فرنجية في تصريحات مثيرة للجدل أنه كان قبلا مرشحا من قبل حزب القوات اللبنانية وقد بلغت الاتصالات بينهما أشواطا متقدمة، منذ قرابة السنة. وكشف زعيم المردة أن القوات اشترطت لدعمه في الوصول إلى كرسي بعبدا 3 شروط وهي وزارة الداخلية وإبعاد العميد شامل روكز (صهر عون) عن قيادة الجيش، وأيضا فتح قناة اتصال بين القوات وحزب الله. هذه التصريحات في ما يتعلق بحزب القوات خاصة أثارت غضب الأخير، الذي سارع إلى الخروج ببيان ينتقد فيه مسلك فرنجية قائلا "المجالس بالأمانات".
وأقر الحزب بأنه كان هناك تواصل بينهم وفرنجية حول ملف الرئاسة ولكن لم يتم بينهما أي اتفاق لرفض الأخير شروطهم فتم غلق هذا الملف. وبخصوص الحوار مع حزب الله نفى بيان القوات أن يكون هذا الأمر قد حصل فعلا. ويرى محللون أن تصريحات فرنجية سواء كانت المتعلقة بانسحابه من سباق الرئاسة أو في علاقة بما كشفه عن العلاقة بينه والقوات، فجميعها من شأنها أن تعمق الخلافات داخل الجسد المسيحي.
وفي ما يتعلق بالنقطة الأولى ففرنجية يرمي الكرة في ملعب الحريري وهذا يحمل قراءتين الأولى تقول إنه يملك عدد الأصوات التي تؤهله لتولي المنصب وبالتالي لا يريد التنازل دون أن يتحقق له شيء، والقراءة الثانية تقول إن موقف فرنجية هو بالأصل موقف حزب الله الذي لا يبدو متعجلا لحصول انتخابات رئاسية انتظارا لما ستؤول إليه الأمور في المنطقة. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد أوضح في خطابه الأخير أنه ليس في وارد ممارسة ضغوط على حلفائه للتصويت لعون. واعتبر القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش أن ما أدلى به فرنجية حول قبوله بالتنازل عن ترشيحه في حال رشح سعد الحريري عون، يقع في إطار الفعل ورد الفعل بينه وبين الجنرال عون.
وقال علوش لـ"العرب" "فرنجية ينطلق من منطق يقول إنه يمتلك العدد الأكبر من الأصوات بعد ترشيح الحريري له، وتاليا إذا نقل الحريري أصواته إلى الجنرال عون فإنه سيكون حينها صاحب العدد الأكبر من الأصوات، وساعتها سينسحب لصالحه". وانتقد موقف القوات حيال ترشيح فرنجية قائلا “القوات يهمها أن يكون الرئيس قد خرج من تحت عباءتها وليس من تحت عباءة أي طرف آخر”. وفيما تتعدد التأويلات حول دوافع فرنجية من تصريحاته، يبقى الثابت أن العلاقة بينه والتيار الحر والقوات في أسوأ فتراتها مقارنة بالسنوات الأخيرة الماضية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق