وكالات: كان جمهور نابولي، متصدر الدوري الإيطالي على الموعد من أجل إظهار مساندته لمدافع فريقه السنغالي كاليدو كوليبالي من خلال أقنعة ارتداها الآلاف من المشجعين قبيل انطلاق المباراة ضد كاربي. "ما قام به الجمهور كان رائعا، إذ يظهر تعاطفه مع شاب يتمتع بشخصية رائعة"، هذا ما قاله مدرب نابولي ماوريتسيو ساري بعدما نجح فريقه في تحقيق فوزه الثامن على التوالي للمرة الأولى في تاريخه، وذلك تعليقا على ما قام به الجمهور الذي ارتدى بأكمله أقنعة بوجه كوليبالي تضامنا معه. وكان كوليبالي في منتصف الأسبوع الماضي عرضة للإهانة العنصرية خلال المباراة التي فاز بها فريقه على مضيفه لاتسيو بعد أن أصدر قسم من جمهور نادي العاصمة أصوات استهجان وسخرية بحق المدافع السنغالي.
واعتاد قسم من المشجعين المتشددين للاتسيو على إثارة الجدل بتصرفاته العنصرية التي جعلت فريقه عرضة للعقوبات، لكن هذه المرة كان الوضع مختلفا، إذ اتخذ حكم اللقاء ماسيميليانو إيراتي قرارا شجاعا بإيقاف اللعب لثلاث دقائق. وغرم لاتسيو مبلغا قدره 50 ألف يورو بسبب تصرفات جمهوره. كما اتخذ الاتحاد المحلي للعبة قرارا بإقفال المنصة الشمالية "كورفا نورد" في المباراتين المقبلتين للفريق على أرضه. وسبق لجمهور نابولي أن أظهر مساندته لكوليبالي من خلال توافده في اليوم التالي لمباراة فريقه مع لاتسيو إلى ملعب كاستلفوتورنو الخاص بتمارين النادي من أجل استنكار ما تعرض له كوليبالي وإظهار مساندته للاعبه الأفريقي من خلال يافطة كتب عليها "أفتخر بلونك كوليبالي. أنت محارب حقيقي".
ثم أطلقت مجموعة "أصحاب الدم الأزرق"، تيمنا بلون قميص نابولي، حملة طالبت فيها جمهور الفريق بارتداء أقنعة بوجه كوليبالي قبل انطلاق المباراة ضد كاربي، مضيفة في بيان "كل من في نابولي يشعر بالإهانة مما حصل مع نجمنا الشاب. وبسبب ذلك نريد أن نظهر دعمنا الكامل لكوليبالي". وتعيد هذه المبادرة إلى الأذهان ما قام به لاعبو تريفزو عام 2001 بعد تعرض زميلهم النيجيري شينغون أومولادي للإهانة العنصرية من قبل مجموعة من جمهور النادي بحد ذاته، إذ طلوا في المباراة التالية وجوههم باللون الأسود ودخلوا إلى أرضية الملعب وسط ذهول اللاعب النيجيري الذي كان جالسا على مقاعد الاحتياط دون أن يعلم بما يخطط له رفاقه. ولطالما عانت الكرة الإيطالية من العنصرية التي وقع ضحيتها نجوم كبار مثل الهولنديين رود غوليت وارون وينتر والفرنسي باتريك فييرا والإنكليزي بول إينس والغاني كيفن برينس بواتنغ وحتى لاعب المنتخب الإيطالي ماريو بالوتيلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق