المغرب المغربية: منذ التوقيع النهائي على الاتفاق السياسي في السابع عشر من ديسمبر المنقضي بالصخيرات المغربية وتكليف فايز السراج برئاسة حكومة التوافق تتالت رسائل الدعم من المجتمع الدولي. حيث أكدت الدول العظمى. باستثناء روسيا والصين استعدادها لدعم السراج وحكومته تقنيا وماديا وأيضا على صعيد أمني لمحاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة. مقابل هذا الدعم الخارجي سارع تنظيم «داعش» في ليبيا الذي يمثل اكبر عقبة أمام تنفيذ بنود الاتفاق السياسي على الأرض، بتهديد الحكومة وترهيب الرأي العام المحلي والدولي، حيث قام هذا التنظيم المتطرف بمهاجمة الهلال النفطي بصفة مفاجئة، عقبها تنفيذ «داعش' لمجزرة جديدة استهدفت مركزا لتدريب الشرطة في زليتن، الواقعة مابين العاصمة طرابلس ومصراتة، مما أسفر عن مقتل 47 شخصا وخلف اكثر من 100 جريح.
ويرى مراقبون للشأن الليبي أنّ «داعش» استنفر من توسع الشرائح الداعمة للسراج في الداخل الليبي، حيث سارع بارتكاب تلك الجرائم الإرهابية واختيار المكان الذي يحمل رمزية مهم، فزليتن متاخمة لطرابلس والهلال النفطي ايضا يحمل بعدا رمزيا. فالقطاع النفطي من بين اهم القطاعات الحيوية اذ يعدّ عماد الاقتصاد الليبي ودون استقراره لن تتمكن الحكومة القادمة من التحرك مهما كان حجم الدعم الخارجي. والسؤال المطروح هنا كيف ستتعامل حكومة السراج مع رسائل الدعم الخارجي والضغوطات المفروضة عليها من قبل «تنظيم داعش» ؟ والى أي حدّ ستعوّل حكومة السراج على الخارج للتصدي لآفة الإرهاب؟ الحقيقة ان المجتمع الدولي يكاد يقولها علنية انه سيكتفي بالدعم اللوجستي فقط فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب في ليبيا باعتبار أن المشهد الليبي غير واضح المعالم.
التوافق الداخلي هو الحلّ
يجمع المتابعون للمشهد الليبي أنّ رئيس الحكومة الليبية المكلف فايز السراج، في وضعية لا يحسد عليها إطلاقا، بسبب استمرار تعنت المؤتمر الوطني العام ورئيس مجلس النواب الليبي، لذلك بات السراج يعوّل كثيرا على دعم القبائل وممثلي المجالس البلدية ومكونات المجتمع المدني . حيث تعددت لقاءاته واجتماعاته في تونس مع الوفود القادمة من ليبيا. وحسب بعض التسريبات من ضمن الشخصيات التي قابلها السراج من نصحه بتجاوز معارضة رئيسي برلماني طرابلس وطبرق، والمضي قدما في تشكيل الحكومة دون الرجوع إليهما خاصة وان الأطراف الموقعة على اتفاق الصخيرات تمثل الأغلبية في مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام. إضافة إلى إمكانية حصول السراج على دعم قبائل الشرق كاملة بموافقته على إبقاء خليفة حفتر في منصبه كقائد عام للجيش شرط البقاء في الشرق الليبي، ليبقى الإشراف على الجيش الليبي غرب البلاد من مشمولات السراج باعتباره القائد العام للجيش وفق ماينصّ عليه الدستور الليبي.
وتذكر نفـــــس التسريبات ان السراج يسعى لزرع الثقة بين الليبيين من خلال زيارة طرابلس خاصة وانه أصيل منطقة السراج – الواقعة بضواحي العاصمة -، زيارة ربما بدت ملحة لمعرفة مدى تعاطف المواطنين معه وأيضا معرفة ردود فعل معارضيه داخل العاصمة. ويبدو ان رئيس الحكومة قد أخذ بنصائح المقربين منه، حيث تتنزل زيارته أمس إلى زليتن لتعزية عائلات شهداء التفجير الإرهابي الأخير.
وكانت مصادر محلية ذكرت تعرض موكب رئيس الحكومة لمضايقات في مصراتة لحظة وصوله من تونس، إلا انه حظي باستقبال شعبي مقبول، حيث عبر عن تعاطفه مع عائلات الشهداء وابرز حرصه على محاربة الإرهاب مؤكدا أنّ الحرب ضد الإرهاب تستوجب توحيد الصفوف، وانه لا مستقبل للإرهاب و"داعش" في ليبيا التي عرفت على مدى التاريخ بالاعتدال والتعايش السلمي على حد تعبيره خلال كلمة ألقاها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق