العربية. نت: يخرج "العربي" من المدرسة الابتدائية الفرنسية التي يأخذ فيها دروسه بمدينته التي ارتحل إليها حديثاً بصحبة رفيقيه، ويحمل هذا الصبي في كيانه حباً للفن والمسرح والموسيقى في مشهد سينمائي يفتتح ملحمة "العربي بن مهيدي". أعاد المخرج الجزائري بشير درايس إحياء المدن الجزائرية التي احتضنت الشهيد العربي بن مهيدي، وقام فريق العمل بإنجاز مدن بأكملها أشرف عليها التونسي منصف حقونة الذي قام بعمل رائع في الفيلم العالمي الشهير "حرب النجوم"، وتم بناء هذا الديكور الضخم في استوديوهات طارق بن عمار بمدينة بن عروس التونسية. وتمن إعادة بناء 200 ديكور تاريخي لتصوير المشاهد، وتم إنجازها وتصميمها لإبراز الطابع المعماري وزوايا الحياة الحقيقية بما يتماشي مع صورة الجزائر خلال الثورة الجزائرية والفترة الزمنية التي عاش فيها ابن مدينة عين مليلة، الشهيد العربي بن مهيدي، الذي ارتحل بين عدة محافظات منذ ولادته عام 1923 حتى تنفيذ المستعمر الفرنسي حكم الإعدام في حقه سنة 1957. ويتفاءل المخرج بشير درايس في مقابلة له مع "العربية.نت" بالمستوى الذي يظهر به هذا العمل الذي دخل مرحلة التركيب الأولي في انتظار تتمة تصوير مشاهد تقدر بـ20 بالمئة في حي القصبة العتيق بالعاصمة الجزائرية وقسنطينة وتلمسان. ويرى درايس أن العمل يحفظ كرامة الذاكرة الثورية، مبدياً ارتياحاً بخصوص عدم إمكانية تعرض الفيلم إلى الرقابة مستقبلاً، بحكم اعتماد كاتبا النص (مراد بوربون وعبد الكريم بهول) على شهادات لا ترقى إلى أدنى شك ومنها شهادة شقيقة الشهيد البطل، ظريفة بن مهيدي. ويُعرّج الفيلم على حياة العربي بن مهيدي منذ طفولته إلى نضاله السياسي وحمله السلاح وتعرضه إلى الاعتقال والتعذيب في سجون المستعمر الفرنسي. وتشارك وزارتا الثقافة والمجاهدين في تمويل نصف ميزانية هذا العمل الذي يواجه مشكلة في إتمام النصف المتبقي من التمويل. ويعتبر مخرج العمل أن "الفيلم سيشكل قفزة نوعية للسينما الجزائرية التي تعاني منذ زمن بسبب عدم وجود إرادة سياسية للنهوض بهذا القطاع الذي يصارع من أجل البقاء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق