العربية.نت: سيحلّ المخرج السوري باسل الخطيب في الجزائر هذه الجمعة ليشرع في التحضير لإخراج أول فيلم سينمائي وتلفزيوني ضخم عن العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس (1889-1940) من رجال الإصلاح في الوطن العربي ورائد النهضة في الجزائر، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وعبّر الخطيب في اتصال مع العربية نت عن سعادته لإخراج هذا العمل مؤكدا انه سيبذل جهدا كافيا ليكون الفيلم في مستوى تاريخ هذه الشخصية العبقرية "سعيد جدا بمنحي الفرصة لإخراج هذا الفيلم الذي لطالما حلمت بتحقيقه". ويتناول الفيلم السينمائي الذي سيتم إخراجه تلفزيونيا أيضا إلى جوانب من حياة العلامة ابن باديس، ويبدأ مشهد الفيلم السينمائي بوفاة جد إبن باديس عام 1899 ويسير العمل في مسارات متعددة لكن الرواق الرئيسي سيركز على نضال ابن باديس ضد المستعمر الفرنسي والمؤامرات التي تعرض لها من طرف البوليس السري ومحطات سفره إلى تونس واكتشافه عوالم الفكر الجديدة. يؤكد رابح ظريف كاتب النص للتلفزيون والسينما في مقابلة مع "العربية نت" أن "ابن باديس تمكن من التحايل على الاستعمار لأكثر من 25 سنة فكان مهادنا في العلن ومناضلا في الخفاء ببناء جيل يواجه فرنسا".
ويشير ظريف إلى أنه تطرق إلى جميع ظروف الحياة المحيطة بالعلامة ابن باديس لحوالي 40 سنة منذ أن كان عمره ثماني سنوات. ويعتبر ظريف أن المسلسل والفيلم السينمائي "يوثقان حياة حقيقية لا يعرفها الجميع عن العلامة ابن باديس ابن العائلة الارستقراطية الذي تبرأ منه أبوه بطلب من المستعمر الفرنسي ورسالة والده لا تزال شاهدة على ذلك". ويعتمد كاتب النص على أزيد من 150 مرجعا تاريخيا حول العلامة ابن باديس لكن ما يثير الغرابة أيضا هو تحصل الجهة المنتجة على أرشيف البوليس الفرنسي الخاص بتقارير التحركات اليومية لبطل الفيلم، بينما لم يتم العثور على أي وثيقة فرنسية عن قضية محاولة اغتيال ابن باديس التي اتهمت فيها الزاوية العلوية بالجرم. سيسير العمل في سياق محطات درامية من حياة العلامة يعتمد فيها الطاقم على "الحذر التاريخي" الذي لا يتلخص في نضال جمعية العلماء المسلمين التي أخذت 9 سنوات من عمره بينما يؤكد ظريف أن "ابن باديس كان أكبر من جمعية العلماء المسلمين".
وتواصل فريق العمل مع عبد الحفيظ ابن باديس الذي منح معلومات خاصة جدا عن ابن باديس، منها أن العلامة كان يداوم على حضور عروض المسرح والحفلات الموسيقية ويكفي أنه أسس فريق مولودية قسنطينة لكرة القدم، ولم يكن متطرفا في حياته. تقول وثيقة عن البوليس الفرنسي موثقة في 26 يناير 1958 وهي تقرير تلخيصي عن ابن باديس أنه "لا يمكن الفصل بين الحركة التي قادها ابن باديس وأول نوفمبر". ويضم العمل بعض المواقف الدرامية القوية منها وفاة ابن باديس في سن 15 سنة وطلاقه من زوجته سنة 1932 وفاجعة اليهودي. وينتهي العمل بمشهد ملحمي جنائزي للعلامة عبد الحميد ابن باديس ناظم رائعة شعب الجزائر مسلم الذي يرحل بعد فرضية اغتياله مسموما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق