الحياة اللندنية: عرض رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد على البرلمان، برنامج حكومته لإيجاد فرص عمل وتنمية المحافظات الفقيرة التي تعاني نقصاً في التنمية، في ظل تحذير المعارضة بأن الاحتجاجات مرشحة للتصعيد في حل عدم استجابة الحكومة لمطالب المحتجين. وقال الصيد في كلمته أمام النواب، إن حكومته «أعدت مخططاً خمسياً (يمتد على 5 سنوات) للتنمية يهدف الى تنمية المناطق التي تعاني التهميش ويساعد على توفير فرص العمل». وشدد على أن حكومته لن تحقق التنمية في وقت قصير، «بخاصة أن البلاد تلقت ضربات إرهابية أثَرت سلباً على الاقتصاد والسياحة التي تُعتبر من أبرز القطاعات المشغلة للشباب».
ووصف الصيد احتجاجات الأسبوع الماضي وما رافقها من اعمال عنف بـ»المحنة»، قائلاً إن حكومته «تصرفت بشكل حكيم في الأزمة»، مشيداً بأداء قوات الأمن والجيش التي لم تستخدم العنف المفرط في تعاملها مع الاحتجاجات «وتحلت برصانة وهدوء رغم ان الوضع كان حرجاً وخطراً». وقال: «أُجبرنا على اتخاذ قرار فرض حظر التجول» بعدما «تطورت العملية (الاحتجاجات والعنف) من منطقة إلى مناطق أخرى عدة»، مشيراً إلى ان هذا الإجراء ساعد في «تحسن الوضع كثيراً».
ونبّه الصيد إلى أن «أمن بلادنا في خطر»، مضيفاً أن «بعض العصابات الارهابية وقطاع الطرق وبعض المندسين في صفوف المتظاهرين السلميين استغلوا الوضع واحتقان الشباب».في المقابل، دعت قوى المعارضة إلى «عدم إضاعة الوقت في عرض وثيقة توجيهية تتضمن مخططاً خمسياً للتنمية، في حين يجب أن تتخذ الحكومة قرارات عاجلة لمصلحة العاطلين من العمل». وصرحت النائبة عن «التيار الديموقراطي» المعارض سامية عبو، إن «جلسة الحوار مع رئيس الحكومة تعرضت إلى تحويل وجهة»، مؤكدةً أنه لو لم ترد الجلسة العامة على مطالب الشباب العاطلين فإن الاحتجاجات ستعود من جديد بتصعيد أكبر.
وعُقِدت جلسة البرلمان العامة في ظل اتساع رقعة الاحتجاجات الاجتماعية التي شملت أغلب المحافظات التي تعاني الفقر والتهميش منذ عقود، فيما واصل محتجون عاطلون من العمل في محافظتَي القصرين وسيدي بوزيد اعتصامهم. في غضون ذلك، شهد «قصر بيان» في العاصمة الكويتية مساء أول من أمس، توقيع اتفاقية مالية بين الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ووزارة المالية التونسية، من قبل رئيس الصندوق عبد اللطيف حمد ووزير المالية التونسي سليم شاكر وبحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي بدأ أول من أمس، جولة خليجية تستغرق 3 أيام يزور خلالها الكويت والبحرين، ويلتقي أمير الكويت وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. ويُعتبَر السبسي أول رئيس تونسي يزور المنامة منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية عام 1984. إلى ذلك، أوقفت وحدات أمنية تونسية 9 «تكفيريين» في شمال البلاد مرتبطين بتنظيم «داعش» بتهمة تسفير شبان الى بؤر التوتر في ليبيا وسورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق