ليبيا المستقبل: صدر حديثاً رواية " أزمارينو " للروائي الإرتري عبد القادر مُسَلّم عن دار مدارك للنشر بدبي، ورواية "أرمارينو" هي الإصدار الأول للروائي مسلّم الذي يتناول فيها سيرة حرب التحرير الإرترية وأبطالها الذين يتكلم عنهم بحنين من يتكلم عن أحبة فارقهم إلي الأبد .. أحبة أذابت أرواحهم جدار المستحيل وصنعوا شمسهم التي أشرقت علي" أزمارينو". هي الذاكرة تفجر مكنوناتها ، وهي السيرة يتّحد فيها الكلام عن الإنسان بالكلام عن الأرض ، ويتوحد فيها السرد بالضرورة مع الروح والتراب والتضحيات والوجوه والأسماء البطلة. تعرج الرواية لقضية الهجرة الغير مشروعة عبر المتوسط وتقتحم دهاليز الاستعمار الفكري والتبعية الثقافية ..
في شخصية عمدة مدينة إيطالية على ساحل المتوسط يدعى "فرانشسكو شيرتا " سبعيني ينتمي لليمين المحافظ يشاطر بطل الرواية صفة يتيمة فمسقط رأسيهما ذات المدينة الجميلة "أسمرة" .. أسم الرواية بالكامل " أزمارينو . هل رأيت شروق الشمس ؟" وكما أن أسمرة كما يصفها الكاتب مدينة تتمازج فيها الأعراق واللغات والألوان , وبرغم مرور ستة عقود على رحيل المستعمر إلا أنه يصف الحاله النفسية لشخوص روايته والجمادات كالرخام والأبنية وألوان الجدران .. وأحلام الثوار، "مائة عام مرت من هنا.. غادرَ جسد المستعمِر، لكن حضوره ما زال طاغياً، كأنه حينما دهنَ جدران أسمرة العتيقة كان يستشرف بحدسه الداخلي قدرة ألوانه على اختراق الزمن وكسر الجدار الواهي الذي يفصل بين غيابه المادي وحضوره المعنوي."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق