تمثل مشاورات جنيف 2 فرصة ذهبية للفرقاء اليمنيين للوصول إلى حل نهائي وعاجل للأزمة اليمنية بين الشرعية والانقلابيين، في حين يعاني المواطنون من ويلات الحرب المندلعة منذ أشهر متتالية.
شبكة إرم الإخبارية: يترقب اليمنيون بدء المفاوضات المرتقبة بين الحكومة الشرعية وقوى الانقلاب ممثلة بجماعة الحوثي وحزب المخلوع صالح وحلفائه، والذي من المفترض أن تبدأ في منتصف الشهر الجاري بجنيف في الوقت الذي لا تزال موجة القتال والعنف تسري في أغلب المحافظات اليمنية. ورغم إعلان الحوثيين وقوات صالح قبولهم بالمفاوضات مع الحكومة، وتسليم أسماء وفدهم إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلا أن صواريخهم لا تزال تضرب بعنف الأحياء السكنية في مدينة تعز، ويفرضون حصارا شاملا على المدينة. وحذرت اللجنة الطبية العليا في تعز، من عواقب كارثية حقيقية لانعدام اسطوانات الأوكسيجين بشكل كلي في المستشفيات، بينما صادر الحوثيون 31 شاحنة مساعدات عند أحد مداخل المدينة.
وأكدت اللجنة في بيان لها، أن ما تبقى من المستشفيات بالمدينة قد أوقفت جميع العمليات الجراحية وأنها بحاجة طارئة للأوكسيجين، لا سيما في غرف العناية المركزة جراء الحرب التي تشنها الجماعة الانقلابية وقوات صالح على المحافظة. يأتي ذلك، بينما أفاد ناشطون بأن الحوثيين صادروا 31 شاحنة مساعدات عند أحد مداخل تعز وسط حصار خانق واستمرار القصف حول المدينة. ورغم رفض المقاومة الشعبية لتلك المشاورات، إلا أن البعض بدا متفائلاً بنجاح هذه المحادثات بعد اتفاق الحكومة الشرعية وقوى الانقلاب على تحديد وقت لبدء وقف إطلاق النار من يوم غد الإثنين الموافق 14 من الشهر الجاري، معتبرين أن وقف إطلاق النار هو خطوة أولية في تعزيز فرص نجاح المشاورات.
ويرى آخرون أنه حتى الآن لا توجد أي بوادر حسن نوايا من قبل قوى الانقلاب (الحوثي وصالح) خاصة في ملف المعتقلين السياسيين والناشطين والإعلامين، حيث لا تزال قوات صالح والحوثي تعتقل يوميا عشرات الناشطين والمعارضين وتستمر بمعاركها في مدن مأرب والجوف والضالع وتعز والبيضاء وذمار. مراقبون قالوا لشبكة إرم الإخبارية، إن “جنيف2″ يمثل فرصة آخيرة للوصول إلى حل سلمي يرضي جميع الأطراف، ويحفظ ما تبقى من بنية تحتية لليمن وينقذ البلاد من الأزمة الإنسانية التي تعيشها جراء الحرب. وأوضح المراقبون، أن هذه المشاورات يجب أن تشمل جميع الإشكاليات السابقة ووضع حلول ومعالجات لأي عوائق قد تشهدها الأيام المقبلة بسبب القصور في تنفيذ كل ما يتم الاتفاق عليه في المشاورات. أما الشارع اليمني، فإنه يعيش في لحظة ترقب وانتظار أملا في وصول الفرقاء السياسيين إلى حل شامل لمعالجة الأزمة، ووقف الحرب التي مر عليها أكثر من تسعة أشهر وأكلت الأخضر واليابس وهجرت ملايين المواطنين إلى الخارج والملاجئ وقتلت عشرات الآلاف منهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق