فرانس برس: بعد أشهر على تحذير خبراء تابعين للأمم المتحدة من وفاة الآلاف في مناطق النزاع في جنوب السودان نتيجة الجوع، أكدت وكالات المساعدة تعذر وصولها إلى بعض المناطق لمكافحة المجاعة بسبب العنف "المتصاعد". وأكدت وكالات أممية في الشهر الفائت أن حوالي 30 ألف شخص قد يموتون جوعا في ولاية الوحدة، فيما حذر خبراء وكالة تابعة للأمم المتحدة من "خطر مجاعة ملموس" قبل نهاية العام إذا استمر القتال وتعذر نقل المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا.
وعلى الرغم من التحذيرات ومن اتفاق سلام أبرم في أغسطس، لم تتوقف المواجهات بين الحكومة والمتمردين، وتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلة المساعدات الكفيلة بإنقاذ الآلاف. واضطرت أغلبية وكالات المساعدة إلى الانسحاب نتيجة المعارك الشرسة، وأكدت الأمم المتحدة أن حوالي 3.9 مليون يعانون من الأزمة، أي ثلث عدد سكان البلاد، بارتفاع بنسبة 80% مقارنة بالفترة نفسها في العام الفائت.
وجاء في تقرير لخبراء من الأمم المتحدة، يوم الخميس، أن عمليات القتل والاغتصاب والخطف مازالت قائمة في جنوب السودان حيث الحكومة والمتمردون يتزودون بالسلاح انتهاكا لاتفاق السلام. وأكد التقرير المرفوع إلى مجلس الأمن "عمل الحكومة وكذلك المعارضة بشكل حثيث على تعزيز مخزونهما من الأسلحة والذخائر". واستند الخبراء إلى "عدد من الشهادات ذات الصدقية" التي تحدثت عن "قتل واغتصاب وخطف وحرق قرى وخطف نساء وأطفال" في ولاية الوحدة بشمال البلاد. وسجلت أكثر من 50 حالة اغتصاب في شهر أكتوبر وحده. ونقل الخبراء عن الشهود قولهم إن "القوات النظامية أطلقت النار على مدنيين كانوا يفرون، وأحرقت منازل وخطفت نساء وأطفالا". وأضاف التقرير أن إحدى الميليشيات بقيادة العسكري المتمرد جونسون اولوني "تعمل على تجنيد أطفال بشكل مكثف".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق