وكالات: حذرت المخابرات الألمانية من الزخم المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في المناطق التي "يحكمها" في الشرق الأوسط ومن تطورات النزعة القومية في الدول ذات الاقتصاديات الصاعدة في آسيا. ووضع رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية جيرهارد شيندلر تقييما "متعقلا" للمهام الدولية في محاربة داعش، لافتا إلى أن ما تم التوصل إليه لا يمثل تحديثا استراتيجيا فحسب، "بل أيضا هو عبء واضح اليوم في السيطرة الدولية على النزاعات". وأكد شيندلر خلال مؤتمر استخباراتي في برلين، أن "نظام الخلافة" الذي يطبقه داعش في مناطقه في سوريا والعراق تطور حاليا إلى كيان يتضمن ملامح دولة. وقال "أمراء التنظيم يتولون الهياكل الإدارية، ويحكمون المحافظات بوحشية وبطريقة غير إنسانية". وأوضح المسؤول أن التنظيم تمكن من فرض سيطرته على تلك المناطق عبر نظام عسكري منظم بإحكام، تتولى فيه وحدات عسكرية محلية تأمين المحافظات، بالإضافة إلى هياكل شاملة تدافع عن حدود هذه الخلافة.
وبينما تتواصل هجمات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، من جهة، وروسيا، من جهة أخرى، على معاقل التنظيم، إلا أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن أنه تم الحد من نشاطه وتحركاته أو تم الاقتراب من القضاء عليه، حسب المراقبين. وليست المرة الأولى التي تحذر فيها هيئة حماية الدستور من هذا التنظيم، ويبدو أن ذلك يعبر بوضوح عن مخاوف من احتمال حصول هجمات محتملة في البلاد خصوصا مع رصد العائدين من الشرق الأوسط. وتقول الاستخبارات إن الجهاديين الألمان غالبا ما يلعبون أدورا ثانوية فقط، ويخدمون كوقود للحرب ولأغراض دعائية بشكل أساسي. وزادت مراقبة جهاز أمن الدولة الألماني منذ الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية مطلع هذا العام، لما يزيد على مئة جماعة ومؤسسة سلفية خوفا من تحركات مشبوهة قد تحدث الضرر في البلاد. وكان 700 متطرفا إسلاميا غادروا ألمانيا إلى العراق وسوريا، وعاد ثلثهم من هناك، إذ تدرب قرابة 50 شخصا منهم في المعسكرات الإرهابية، حسبما تفترض القوات الأمنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق