وكالات: أعدت الولايات المتحدة وروسيا وقوى من الشرق الأوسط وأوروبا خطة السبت لعملية سياسية في سوريا تفضي إلى اجراء انتخابات خلال عامين لكن الخلافات لا تزال قائمة حول مصير الرئيس بشار الأسد. وفي ظل خارطة الطريق التي وضعها المبعوثون، يتم تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وإجراء انتخابات جديدة في غضون 18 شهرا. وبعد يوم من الهجمات التي نفذها مسلحون وانتحاريون في باريس وراح ضحيتها 129 شخصا على الأقل اتفق وزراء خارجية ومسؤولون كبار من اكثر من 10 دول على السعي لوقف اطلاق النار لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال إن هذا لن يشمل تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعهد الرئيس الفرنسي "بالرد بلا رحمة" على الهجمات التي قال إنها من تدبير تنظيم الدولة الإسلامية. وفرنسا شريك في تحالف تقوده الولايات المتحدة ويشن غارات على الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وبعد المحادثات التي بدأت بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح الضحايا في باريس قال كيري متحدثا بالفرنسية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي إن الهجمات لن تزيد بلاده إلا تصميما على مكافحة الارهاب. وقال كيري "تأثير الحرب ينزف في جميع دولنا..حان وقت توقف النزيف في سوريا."
وأدت هجمات باريس إلى تحول تركيز محادثات السلام السورية في فيينا إلى هزيمة الدولة الإسلامية عسكريا بدلا من التفاصيل المتعلقة بالمنظمات التي ستصنف كجماعات معارضة وليست إرهابية والتي يمكنها المشاركة في عملية سياسية في سوريا. ويبدو أيضا أن روسيا والولايات المتحدة غضتا الطرف ايضا عن خلافهما القائم منذ فترة طويلة بشأن مصير الأسد. ويقول الغرب وحلفاؤه إنه يتعين رحيل الأسد عن السلطة في حين تؤيد موسكو وطهران الحليفتان للأسد إجراء انتخابات يمكنه المشاركة فيها.
وقال كيري "ما زلنا مختلفين بكل وضوح بشأن مسألة ما الذي سيحدث مع بشار الأسد..لكننا نعول على العملية السياسية نفسها -بقيادة السوريين والتي ستمضي قدما ويتفاوض فيها سوريون مع سوريين- في أن تسهم في طي هذه الصفحة المزعجة." وفي بيان مشترك وضعت الدول المشاركة في المحادثات ومنها السعودية وإيران وتركيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن خطة تشمل اجراء محادثات رسمية بين الحكومة والمعارضة بحلول الأول من يناير كانون الثاني.
ولم يوضح البيان الكيفية التي سيتم بها اختيار تلك الجماعات. واستعصى على المفاوضين الاتفاق على قائمة المنظمات السياسية والجماعات الارهابية. وتعهد المشاركون في المحادثات أيضا "باتخاذ كل الخطوات الممكنة" لضمان التزامهم والجماعات التي يدعمونها بوقف اطلاق النار في سوريا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن معظم ولكن ليس كل الدول المشاركة في المحادثات تؤيد التوصل إلى هدنة فورية. وجاء في البيان المشترك "يتوقع المشاركون الاجتماع خلال شهر تقريبا من أجل مراجعة التقدم الذي أحرز نحو تطبيق وقف اطلاق النار وبدء العملية السياسية."
وتنص الخطة أيضا على اجراء انتخابات وفقا لدستور جديد وبإشراف الأمم المتحدة "خلال 18 شهرا" دون تحديد موعد محدد. ومن جانبه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير السبت إن بلاده ستواصل دعم المعارضين السوريين إذا لم يترك الرئيس بشار الأسد السلطة من خلال عملية سياسية. وقال الجبير للصحفيين على هامش مفاوضات سلام دولية بشأن سوريا في فيينا "سنواصل دعم الشعب السوري". وأضاف "سنواصل دعم العملية السياسية التي ستفضي الى رحيل الأسد أو سنواصل دعم المعارضة السورية بغرض إزاحته بالقوة."
وفي ذات السياق أعلن وزير الخارجة الروسي سيرغي لافروف إنه لا مبرركي لا تتخذ القوى الدولية خطوات أكبر بكثير لقتال تنظيم الدولة الإسلامية. ومن جانبه أعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير "لا احد يكذب على نفسه بالنسبة الى الصعوبات التي نواجهها، لكن العزم على ايجاد حل صار اكبر في 14 يوما". وقال ايضا "رغم ان الامر لا يزال يبدو بعيد المنال، الا ان جميع الاطراف مجتمعون حول الطاولة". واوضح الوزير الالماني ان هجمات باريس ليل الجمعة-السبت هيمنت على الاجتماع "وزادت من التصميم على احراز تقدم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق