وكالات: يخشى لاجئون سوريون وعراقيون في ألمانيا أن تزيد هجمات باريس من تحول الرأي العام ضد سياسة الحكومة الألمانية التي تقوم على الترحيب باللاجئين. وناقش أكثر من عشرة رجال يدخنون بشراهة الهجمات الأعنف في أوروبا منذ 2004 خارج مطار تيمبلهوف في برلين وهو مبنى مهيب بناه هتلر لاستعراض القوة النازية ويستخدم الآن كملجأ لطالبي اللجوء. وفي خلفية نقاشهم الاثنين كانت هناك قائمة مطالب من ساسة أوروبيين يمينيين بوقف تدفق اللاجئين على أوروبا الذي يراه البعض غطاء مثاليا لتنظيم الدولة الإسلامية لتهريب متشددين حتى لو لم يكن هناك دليل حتى الآن على ذلك.
ويجد نبيل (27 عاما) وهو سوري من مدينة الرقة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية عاصمة لدولة الخلافة من الصعب تصديق أن جواز سفر سوريا عثر عليه قرب جثة أحد منفذي هجمات باريس. ويعتقد أن هذه مؤامرة وهي نظرية شائعة في العالم العربي. وتابع وهو يضع يديه في جيوب سترته الحمراء في ليلة باردة "وفرنسا معروفة بوجود المتشددين. أشعر بقلق من الرأي العام".
أما نزار باسل وهو سوري من بلدة قرب حماة فقد كان صريحا بشكل مفاجئ. وقال باسل (49 عاما) الذي كان يعمل مدرسا خاصا لعلوم الكمبيوتر في أبو ظبي قبل أن يصل ألمانيا الشهر الماضي "هناك بالطبع قنابل موقوتة تجئ مع اللاجئين... لكن السؤال هو ما الذي سيحدث لنا؟ كيف سيفكر الناس فينا؟ سيظنون أننا العدو".
وقالت الحكومة الألمانية بعد الهجمات التي قتل فيها ما لا يقل عن 129 شخصا مساء الجمعة إن وكالاتها الأمنية شددت مراقبة النشطاء اليمنيين المتطرفين خوفا من رد فعل انتقامي ضد اللاجئين. كما أفادت وسائل إعلام ألمانية بأن الحكومة تريد تشديد الأمن في مراكز إيواء اللاجئين. وقال مسؤولون إن الشرطة اعتقلت جزائريا في أحد المراكز لصلته بهجمات باريس. ووقع أكثر من 690 حادث إحراق وهجمات أخرى استهدفت مراكز الإيواء حتى الآن هذا العام فيما تتوقع ألمانيا وصول قرابة مليون من طالبي اللجوء. وزاد التدفق الضغوط على الحكومة لتغيير بعض سياساتها الترحيبية وأرهق الحكومة الائتلافية للمستشارة أنجيلا ميركل.
ويخشى محمد (31 عاما) الذي كان يعمل في محل للحلويات في سوريا قبل الحرب هناك من تصلب الرأي العام الألماني. وقال "هربنا من الموت. لا نريد لأي شخص أن يموت. هذه مشكلة ستؤثر على اللاجئين." وقال فلاح (48 عاما) الذي كان يملك محل ساعات في بغداد قبل الهرب إلى تركيا "يشهد العراق تفجيرات انتحارية كل 15 دقيقة".ثم أشار إلى صورة لميركل على هاتفه المحمول وقال "إنها أملنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق