وكالات: كشف الحرس الثوري الإيراني عن تفكيك شبكة للتجسس تضم صحفيين مقربين من الإصلاحيين ومتهمين بالانتماء إلى خلية ممولة من أجهزة الاستخبارات الأميركية وتحظى بمساعدة دول أوروبية منها بريطانيا وهولندا والسويد. وأكدت مخابرات الحرس الثوري الإيراني أنها ألقت القبض على مشبوهين يعملون لصالح "الولايات المتحدة وبريطانيا كانوا يسعون لاختراق البلاد"، في تحول جديد يبدو أن له علاقة بما يحدث في المنطقة. وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية الأربعاء أن الحرس الثوري رصد “نشاطات عدد من أعضاء خلیة تابعة للدول الغربیة في الصحف والمواقع الإلكترونية” في البلاد واعتقلهم هذا الأسبوع.
وأشارت إلى أن العملية تمت بعد أشهر من المتابعة والجمع الدقيق للمعلومات، لكنها تكتمت على جنسيات أو هويات أعضاء الخلية أو تاريخ القبض عليهم بالضبط. ولم تبد الولايات المتحدة وبريطانيا أو حلفائهما أي رد فعل فوري على الحادثة، لكن في العادة هذه الدول تنتقد أي خطوة تقدم عليها إيران ضدهم، على الرغم من تقارب وجهات النظر في الملف النووي الإيراني. وقال خبير في استخبارات الحرس الثوري إن أفراد هذه الشبكة “يريدون تلميع صورة الولايات المتحدة والتمهيد للتواجد الرسمي للأميركيين” في إيران. وإن صحت رواية الإيرانيين، فإنها ليست المرة الأولى التي توظف فيها الاستخبارات الغربية عملاء للتجسس على إيران في مجالات عدة من بينها الصناعة العسكرية وخصوصا النووية منها، لكنّ الأمر اللافت هذه المرة هو القدرة على تجنيد وتمرير عملاء يعملون في الإعلام والصحافة، إذ كان في السابق يعتمد على منشقين من النظام الإيراني لنقل المعلومات.
ويرى مراقبون أن هذه البادرة ليست سوى إرضاء للمحافظين، خصوصا وأن الإعلان عنها جاء متزامنا مع الذكرى 36 لـ”احتلال” السفارة الأميركية في طهران وتنظيم مسيرات “اليوم الوطني لمقارعة قوى الاستكبار”. وكان وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي قد قال منذ يومين إن وزارته “تدرس سبل مكافحة النفوذ الأجنبي في البلاد”، مع بدء تنفيذ الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع مجموعة القوى العظمى، والذي سيفتح البلاد أمام شركات الأعمال الأجنبية. وفضلا عن هؤلاء الصحفيين تم أواخر الشهر الماضي توقيف رجل الأعمال الإيراني الأميركي سياماك نمازي ثم اعتقال آخر قالت السلطات إنه يحمل الجنسيتين اللبنانية والأميركية ويدعى نزار زكا واتهمته بالتجسس.
وفي الإجمال ما زال أربعة أميركيين من أصل إيراني بينهم جايسون رضايان مراسل صحيفة واشنطن بوست في طهران مسجونين بتهم تتعلق بالتجسس بالرغم من دعوات واشنطن لإطلاق سراحهم. واتخذت الولايات المتحدة من غايتها منذ سنوات طويلة بضرورة ضمان عدم انتشار الأسلحة النووية، وسائل عدة في إحكام القبضة على إيران، ومن هذه الوسائل التجسس عليها بالطرق التقليدية والالكترونية. فمن بين ثلاثين دولة مصابة ببرنامج تجسس أميركي واحد على الأقل، كشفت شركة كاسبرسكي لاب لأمن البرمجيات كون إيران هي الأولى في عدد الإصابات بهذه البرامج، حيث شملت الأهداف منشآت حكومية وعسكرية وشركات اتصالات وبنوكا وشركاتِ طاقة وباحثين نوويين ووسائل إعلام ونشطاء. ورغم أن كاسبرسكي امتنعت عن ذكر البلد الذي يقف وراء التجسس، إلا أنها أشارت أن هذه البرامج ترتبط ارتباطا وثيقا بفيروس ستكس نت وهو الأداة الفتاكة التي استخدمتها وكالة الأمن القومي الأميركية لمهاجمة برنامج إخصاب اليورانيوم في إيران. كما أنه في كشف خطير، ونقلا عن وثائق أميركية سرية للغاية حصلت الغارديان البريطانية عليها في وقت سابق، اتضح أن إيران تحتل المركز الأول في قائمة الدول الأكثر خضوعا لرقابة وكالة الأمن القومي الأميركي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق