وكالات: أكد القيادي البارز في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة في الجزائر علي جدي أن "إزالة التواجد المخابراتي عن الدوائر الاقتصادية والإدارية، مكسب على طريق لايزال طويلا، لإنهاء تلك الوصاية العشوائية، التي هيمنت على المجتمع والدولة". وأفاد علي جدي في بيان له، بأن جبهة الإنقاذ 1992، "تحذر من تغيير عنيف قد يعصف بالأمن والاستقرار، إذا سدَت في وجه المجتمع السبل السلمية في الإصلاح والتغيير".
وقال إنه "لا توجد سوى طريقتين مختلفتين تمام الاختلاف لحكم البلاد والعباد. أولاهما لا تأتي إلا بامتلاك القوة الكافية لقمع كل معارضة للسلطة، وبالوسائل اللازمة لرشوة فعاليات المجتمع طمعا في شراء السلم". مضيفا "أما الطريقة الثانية للحكم، والتي تتمناها كل الشعوب، فتتطلب التوفر على قاعدة اجتماعية عريضة من أجل مساندة برنامج السلطة القائمة وعملها الميداني، كما هو الحال في البلدان الحرَة، وتلك هي لا غيرها الضمانة المطلقة للاستقرار والتنمية". واستغرب بعض المراقبين تصريحات القيادي بالجبهة المحظورة، معتبرين أنه لأول مرة تصدر تصريحات من قيادات الجبهة فيها تزكية مباشرة لنظام بوتفليقة، في حين أكد محللون سياسيون أن الجبهة المحظورة دخلت منذ فترة في مرحلة "بعث رسائل الغزل" للسلطة بعد ليّ بوتفليقة لذراع مدني مزراق قائد ما يسمى بـ"الجيش الإسلامي للإنقاذ".
يشار إلى أن مدني مزراق أعلن عن تراجعه عن تصريحاته الحادة التي أدلى بها في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة "الوطن" الخاصة، منذ حوالي أسبوع، والتي تهجم فيها على الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. وبرّر مزراق ما اعتبرته الحكومة إساءة لرئيس البلاد، بتعرضه لـ"هجمة حاقدة من منابر إعلامية مشبوهة في الداخل والخارج"، مؤكدا أنه يختلف عن الأشخاص الذين "يشككون في شرعية الرئيس ومؤسسات الدولة الجزائرية ويدعون بطريقة أو بأخرى إلى العصيان والتدخل الأجنبي".
وقال "أمير الجبل" في بيان أصدره للغرض “حتى أبطل كيد الكائدين وأفشل مؤامراتهم، وأساهم في إبعاد الجزائر عن كل الأخطار التي تهددها، قررت أن أتراجع عن الرد الشديد الذي وعدت به وأكتب بدلا منه رسالة هادفة صادقة قوية، أنصح فيها السيد الرئيس، وأذكره بالعهد والميثاق، وأقترح خطوات جادة، نستدرك بها ما فات، وتساعدنا على تحقيق ما هو آت". وأفاد بأن رسالة الاعتذار المرتقبة "ستُعين على البناء وتمنع الهدم وتساعد على جمع الشمل وتحارب الفرقة وتؤسس لعودة قريبة إلى دولة الحق والقانون، وتقطع الطريق نهائيا على الذين يصطادون في المياه العكرة، ويحاولون عبثا العودة بالبلاد والعباد إلى زمن الاقتتال والفوضى واللاقانون".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق