بي بي سي العربية: بدأ الناخبون الأتراك التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات برلمانية في خمسة شهور. وأخفق حزب العدالة والتنمية، الذي أسسه الرئيس رجب طيب إردوغان، في الحفاظ على الأغلبية البرلمانية في الانتخابات التي جرت في يونيو/ حزيران. ومنذ ذلك الحين، باءت محاولات تشكيل حكومة ائتلافية بالفشل. ويُعتبر الأمن قضية رئيسية في هذه الانتخابات في ظل أسابيع من العنف الذي يتورط فيه مسلحون أكراد وهجمات بسيارات مفخخة يُلقى فيها بالمسؤولية على تنظيم "الدولة الإسلامية". وتعهد إردوغان بعودة الاستقرار مرة أخرى إذا فاز حزبه بالأغلبية. لكن معارضيه يحذرون من أن فوز حزبه بالأغلبية سيغذي ما يقولون إنه نزعات استبدادية متزايدة لدى الرئيس.
وفي الانتخابات السابقة، كان إردوغان يرغب في فوز حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية بثلثي مقاعد البرلمان - وعددها الإجمالي 550 - من أجل المضي قدما بخططه في تحويل تركيا إلى نظام الجمهورية الرئاسية. وأحبط حزب الشعب الديمقراطي، المناصر للأكراد، طموح إردوغان إثر فوزه بعتبة العشرة في المئة، ليضمن بذلك مقاعد في البرلمان لأول مرة. وفي يوليو/ تموز، انهار وقف لإطلاق النار بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني بعد مقتل أكثر من 30 كرديا في تفجير انتحاري يُشتبه في أنه من تنفيذ تنظيم "الدولة الإسلامية" بالقرب من الحدود مع سوريا. وفي أعقاب هذا، شهدت تركيا أعنف هجوم إرهابي على أرضها عندما قُتل أكثر من 100 شخص في هجوم انتحاري استهدف مسيرة لمتظاهرين غالبيتم يساريون. وقالت الحكومة إن منفذي الهجوم مرتبطان بتنظيم الدولة. ويتهم منتقدون إردوغان بتغذية العنف بهدف تقليل التأييد الذي يحظى به حزب الشعب الديمقراطي، وهو ما تنفيه الحكومة. وأعلن صلاح الدين دميرتاس زعيم حزب الشعب الديمقراطي أمس أن السلطات اعتقلت بعض مسؤولي حزبه، وشكك في عدالة الانتخابات. ويستبعد محللون أن يؤدي اقتراع اليوم إلى حل الخلافات المريرة داخل المجتمع التركي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق