ليبيا المستقبل - علاء فاروق: خلال زيارته الأخيرة لروسيا أكد وزير الخارجية الليبي محمد الدايري، أنه من الملائم في هذه الظروف التواصل مع موسكو، معتبرا اياها داعما رئيسيا لما أسماه "الشرعية" ورغبتها في توصل ليبيا الي حكومة وفاق وطني. ورغم ان الدايري لم يؤكد أي وعود روسية بدعم حكومته الحالية أو البرلمان الذي انتهت ولايته او دعم دولي في قضية رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي إلا أن البعض اعتبرها خطوة من حكومة الثني لكسب أي تأييد على امل تكرار سيناريو سوريا إذا لزم الأمر. لكن مراقبون للمشهد الداخلي استبعدوا جذريا أي تدخل روسي في ليبيا كونه ليست منطقة نفوذ لها وليست لها أهمية أو أولوية، معتبرا التصريحات حول الامر مجرد دعابة سخيفة أو تلويح يتمنى أصحابه تحقيقه.
الحزام الأخضر
يرى عضو المؤتمر الوطني المستقيل فوزي العقاب أنه لن يكون هناك تدخل مباشر لروسيا في ليبيا كما حدث في سوريا، فسوريا بالنسبة لروسيا حليف وشريك وتجمعهما اتفاقيات عسكرية ويظل توقع دور روسيا في ليبيا مرتبط ومرتهن بالأزمة السورية وصيغة الحل فيها، مضيفا لـ"ليبيا المستقبل": لهذا لا اعتقد إن ليبيا تتعدى الآن في حسابات روسيا ورقة ضغط لحلحلة الملف السوري، لكن مايثير المخاوف ان أي اقتراب روسي من المشهد الليبي قد يعيد إحياء نظرية الحزام الأخضر التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية في ثمانينيات القرن المنصرم في افغانستان مما يزيد المشهد تعقيدا وإرتباكا، خاصة أن روسيا لم تعلن إلى الأن عن دعم صريح ومباشر لأي طرف ليبي في الصراع الدائر وكل ما ترسله روسيا من اشارات لايتعدى المغازلة لرئاسة الأركان التابعة للبرلمان الليبي.
لكن الناشط السياسي أسامة كعبار يقول إنه من الصعب التكهن بأن يكون هناك دور روسى فعلى على الأرض فى ليبيا، فليبيا لم تكن أبدا منطقة نفوذ روسية. ليبيا ومنذ إتفاقية سايكس بيكو هى منطقة صراع فرنسى, إيطالى, بريطانى وبكل تأكيد القبعة الأمريكية فوق الجميع، مؤكدا لـ"ليبيا المستقبل": حل الأزمة الليبية بيد أمريكا, ولن تكون روسيا فى قبالة الساحل الأوروبى. توقيت خطأ أما المستشار السابق لحكومة الانقاذ بطرابلس عبد الحميد النعمي فيؤكد أن زيارة الدئري لروسيا الشهر الماضي جاءت في التوقيت الخطأ ﻻبتزار الوﻻيات المتحدة ودفعها للموافقة على تسليح حفتر، مشيرا إلى أن روسيا تمني أعوان النظام السابق بإمكانية العودة الى الحكم.
ويقول الاعلامي عاطف الاطرش: إذا افترضنا أن هناك دور روسي في ليبيا فلن يكون بنفس الحجم الموجود في سوريا... فسوريا حليفا استراتيجيا لموسكو ووقفت مع نظام الاسد ودعمته سياسيا وعسكريا منذ الوهلة الأولى بعكس ليبيا التي نفضت يدها عنها حتى هذه اللحظة... وبالتالي لابد أن يسبق هذا الدور تفاهمات مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بخصوص التدخل العسكري في ليبيا، مضيفا: قد يتضح هذا الدور بشكل عام بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني لتنفيذ أي تعاقدات عسكرية رسمية وبشرعية دولية؛ فلا ننسى أن مجلس الأمن لازال يحظر بيع السلاح لأي طرف سياسي في ليبيا؛ والمعروف أن الترسانة العسكرية الليبية تعتمد بشكل كبير على الصناعة الروسية!!
أما الصحفي فوزي الحداد فيقول إن الدور الروسي في ليبيا حاليا يتسق مع موقفها السابق من القضية الليبية أيام الثورة وتدخل الناتو، فرفضت روسيا بشدة تدخل الناتو لكنها ظروفها لم تكن مواتية للفعل اكثر من التنديد، مضيفا لـ"ليبيا المستقبل": أما اليوم تبدو روسيا في وضع مهيأ لفرض ارادتها على الغرب وهذا كل مايعنيها.. بدأت بالفعل في سوريا اما في ليبيا فاعتقد انها ستكتفي بالتلويح بالتدخل لكنها لن تفعل لان الازمة الليبية تعد شأنا أوربيا اصيلا وروسيا لا تريد اغضاب اوربا حاليا لاسباب وجيهة كثيرة.. بالمختصر لا اعتقد ان روسيا ستتدخل عسكريا في ليبيا على الاقل في المدى المنظور.
دعم غير مباشر
ويستبعد أمين عام المنظمة العربية لحقوق الانسان –ليبيا عبد المنعم الحر أي تدخل روسي في ليبيا، مؤكدا أن شمال أفريقيا تحديدا هي منطقة خارج النفود الروسي حسب الاتفاق الأمريكي الروسي، وهذا لايعني انه لن يكون هناك دعم روسي بشكل غير مباشر فذلك يتوقف على تأثير الحالة الليبية كوسيلة ضغط في بعض الملفات المطروحة على الطويلة الدولية المستديرة. أما الكاتب الصحفي محمد الهنقاري فيرى أن الدور الروسي سيتلخص في تسليح الجيش الليبي كما فعل القذافى بأوامر من بريطانيا التى سلمته مقاليد الحكم، وهنا تستفيد روسيا من بيع السلاح الى ليبيا من وردات النفط مقابل عدم أقلمة قاعدة بحرية فى المتوسط مقابل شواطىء فرنسا وايطاليا سواء فى طرابلس او الشرق الليبي، ويضيف: هذا يعنى من المتوقع أن تعود روسيا إلى ليبيا بنفس تفاهمات الماضي يعنى بيع السلاح بالإضافة إلى بعض مشاريع البنية التحتية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق