العرب اللندنية: قال أليكس بيرد الرئيس التنفيذي لشركة غلينكور السويسرية لتجارة السلع، إن عقد تصدير النفط الخام لصالح المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، ومقرها طرابلس، لا يمثل أي انتهاك للقوانين الدولية. وأضاف أن "الشركات الدولية والمجتمع الدولي يدعم بالكامل موقف المؤسسة الوطنية للنفط الليبية"، التي تدافع عن استقلاليتها عن مواقف الأطراف السياسية المتصارعة، رغم أنها تقع تحت نفوذ حكومة المؤتمر الشعبي العام غير الشرعية. وأكد لوكالة بلومبرغ الاقتصادية، لأول مرة، إبرام صفقة تم توقيعها في سبتمبر الماضي مع الشركة المملوكة للدولة لتصدير النفط من ميناء "مرسى الحريقة" الليبي.
وقال إن غلينكور"تأكدت تماما من أنه لا يوجد بديل للمؤسسة الوطنية للنفط الليبية في عنوانها القانوني في طرابلس، ولا في اعتبارها المسوق الشرعي الوحيد للنفط الليبي". وكانت الشركة قد وقعت عقدا لتصدير النفط المستخرج من غرب ليبيا، في حين هددت حكومة طبرق في شرق البلاد بمنع وصول ناقلات النفط إلى السواحل الليبية لنقل النفط. وتأتي تصريحات بيرد في أعقاب إعلان فرع المؤسسة الوطنية للنفط التابع للحكومة الليبية المعترف بها دوليا في الشرق، والذي ينافس المقر الرئيسي للمؤسسة في طرابلس اعتزامه منع أي ناقلة تابعة لشركة غلينكور من تحميل النفط من الموانئ الليبية. وقد أرسل الفرع خطابا إلى غلينكور يطلب التأكد مما إذا كان قد تم توقيع عقد بالفعل مع إدارة الشركة في طرابلس. من ناحيته قال مصطفى صنع الله رئيس مجلس إدارة الشركة في طرابلس إن الشركة هي الكيان الشرعي ووقعت الاتفاق مع الشركة السويسرية.
وأكد أن شركاء النفط الليبي والمجتمع الدولي يساندون بالكامل الشركة رغم محاولات الحكومة المعترف بها دوليا لإقامة نظام مواز للمدفوعات النفطية. وأضاف أن المؤسسة لا تزال الجهة المنوطة بإبرام كل العقود المتعلقة بإنتاج ونقل وبيع النفط الليبي مؤكدا أن مجلس الادارة ملتزم بحماية سلامة المؤسسة واستمرارها في العمل. وكانت المؤسسة التي مقرها طرابلس قالت إنها تعمل بشكل مستقل عن كل من الحكومة المنافسة التي تسيطر على العاصمة أو عن الحكومة المعترف بها دوليا التي تتخذ من شرق البلاد مقرا لها والتي أقامت هذا العام مؤسسة وطنية أخرى للنفط. وذكر بيرد أن غلينكور “تساند شركات النفط العالمية والمجتمع الدولي في موقفها من المؤسسة الوطنية للنفط مساندة كاملة.” وبموجب الترتيبات الجارية مع مؤسسة النفط في طرابلس التي بدأت في سبتمبر تتولى غلينكور شحن وإيجاد مشترين لكل الإنتاج النفطي لحقلي السرير والمسلة والذي يجري تصديره من ميناء الحريقة في شرق ليبيا.
ويتذبذب إنتاج ليبيا من النفط في مستويات متدنية، بسبب المعارك بين الفصائل المتنافسة والإضرابات وحصار رجال القبائل لمنشآت النفط. ويتراوح حاليا عند نحو 400 ألف برميل يوميا، مقارنة بنحو 1.6 مليون برميل يوميا قبل اندلاع الأزمة الليبية في عام 2011. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط أمس إنها شكلت لجنة خاصة لتسريع المحادثات مع المحتجين في أنحاء البلاد بمن فيهم الذين يغلقون حقلي الشرارة والفيل منذ شهور. وامتنعت المؤسسة عن تحديد نطاق زمني لفتح الحقلين اللذين كانا ينتجان معا قرابة 400 ألف برميل يوميا. والتوصل إلى تسوية للنزاعات سيضاعف فعليا انتاج البلاد الذي هبط خلال الشهر الحالي بعد إغلاق مرفأ الزويتينة النفطي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق