بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: تجتمع أربعين سيدة ليبية من خلفيات متنوعة من داخل وخارج ليبيا حالياً في مونترو للتفكير في تطلعاتهن نحو السلام ودورهن وإسهاماتهن في بناء ليبيا الجديدة. وقالت إحدى المشاركات: "ليبيا بالنسبة لي هي وجه أبي الذي لم أره خلال العامين الماضيين". وبالنسبة للمشاركات الليبيات الأخريات فإن ليبيا تعني الهوية والبيت والأم والمكان الذي يشعرن فيه بالأمان، إنها وطنهن.
ويوفر المؤتمر مساحة آمنة للسيدات الليبيات اللاتي اجتمعن في وقت عصيب في ليبيا من أجل مناقشة دورهن الحيوي في بناء السلام بشكل شفاف. حيث يهدفن إلى تعزيز السلام وإعداد خطة عمل عن طريق توضيح الخطوات التي يعتبرنها حيوية لإحلال السلام في بلادهن. وقد أكدن في اليوم الأول أنه بالرغم من خلفياتهن ومواقفهن المختلفة، إلا أنهن ملتزمات بالعمل معاً كنساء ليبيات للإسهام في تحقيق السلام في ليبيا. وكما قالت إحدى المشاركات “لقد تعبن من وجود حكومتين”.
وقد قامت كل من وزارة الخارجية السويسرية والمكتب الإقليمي للدول العربية في هيئة الأمم المتحدة للمرأة وقسم تمكين المرأة ببعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بتيسير هذا المؤتمر. وأكدت السفيرة هيدي جراو رئيسة قسم الأمن البشري في وزارة الخارجية السويسرية في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر: "هذا المؤتمر هو تعبير عن اعترافنا بالجهود الدؤوبة للنساء الليبيات ومنبر لتضافر الجهود والعمل لمصلحة السلام"، إذ أن الوحدة بغض النظر عن الاختلافات هي قوة دافعة للسلام.
وخلال اليوم الأول للمؤتمر أعلنت النساء الليبيات الهدف الأساسي لخطة عملهن “تقوية دور المرأة الليبية في بناء السلام والسلم الاجتماعي”. وقالت السيدة ماجدة السنوسي، رئيسة قسم تمكين المرأة في الكلمة الافتتاحية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "اليوم تستفيد ليبيا من زخم التغيير ويجب أن تنتهز المرأة هذا الزخم لوضع أساس قوي وموحد لكي تصبح صانعة سلام. إنها تدعو للسلام الذي هو أكثر من مجرد غياب الحرب. إنها تدعو لتحويل بلادها إلى ديمقراطية قائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة".
وقال السيد محمد الناصري المدير الإقليمي للدول العربية في هيئة الأمم المتحدة للمرأة موجهاً حديثه للنساء الليبيات في الجلسة الافتتاحية: "إن قوتكن في مواجهة الظروف الصعبة التي تشهدها النساء الليبيات في ظل الصراع وعمق الأزمة هي تأكيد بأن مشاركة النساء في تحديد مستقبلهن حق لا تفاوض فيه". وأضاف: "وهي ملهمة لنا جميعاً لبذل مزيد من الجهد لدعم النساء العربيات في المجتمعات التي تعاني من ظروف مشابهة". وتستمر المشاركات الليبيات في العمل بجد لإعداد خطة عمل السلام لتقديمها للمجتمع الدولي يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر في مقر الأمم المتحدة بجنيف ويلي ذلك مؤتمر صحفي للنساء الليبيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق