إرم نيوز: يعد زعيم تنظيم "جبهة النصرة"، أبو محمد الجولاني، "شخصية افتراضية" أفرزتها الحرب الأهلية السورية، ليصبح زعيماً مثيراً للجدل لواحدة من أبرز القوى المسلحة المعارضة للنظام السوري، بحسب أحد مؤسسي الجيش السوري الحر. ونشر التنظيم تسجيلاً صوتياً للجولاني قبل ثلاثة أيام، اعتبر فيه الأخير أن التدخل الروسي في سوريا هو "السهم الأخير للنظام السوري"، قائلاً إن "السبب الرئيسي الذي جعل الروس يبدأون غزوهم لسوريا بقصف مواقع جماعات تابعة لجبهة النصرة، مثل جيش الفتح، دون قصف مواقع تنظيم داعش، هو أن الروس يدركون جيداً أن داعش لا يشكل تهديداً على وجود نظام الأسد، كما أن التنظيم ليست له جبهات مباشرة مع جيش النظام".
وعرض الجولاني، في رسالته الصوتية، مكافأة قدرها ثلاثة ملايين يورو لمن يقتل الرئيس بشار الأسد، ومكافأة أخرى بقيمة مليوني يورو، لمن يقتل الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله. وفي تعقيبه على كلمة الجولاني، يقول “رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية حول سوريا"، وأحد مؤسسي الجيش الحر، فهد المصري: "لا يمكن لأحد أن يؤكد من هو صاحب هذا التسجيل، ومن الملاحظ أن التسجيل الصوتي المنسوب للجولاني يبدأ من التوصيف السياسي والشرح للأهداف الاستراتيجية لروسيا مع فهم واضح لقواعد اللعبة الميدانية والإقليمية وصولاً إلى مبالغة عن أسباب ما أسماه تراجع أمريكا في المنطقة بخسارتها في أفعانستان والعراق”.
ويضيف المصري وهو منسق مجموعة الإنقاذ الوطني في سوريا، في تصريح لشبكة "إرم" الإخبارية، أن "الجولاني أكد في رسالته فهمه لانسجام الضربات الروسية مع حدود الدويلة الطائفية التي تسعى لها قوى إقليمية ودولية، والتي تمتد من جنوب دمشق لشمال اللاذقية، ويؤكد بكلامه فهمه للأسباب الاستراتيجية لروسيا باستثماراتها للملف السوري في قضايا وملفات لا علاقة لسورية وشعبها بها". ويشير إلى أن "الجولاني اعترف للمرة الأولى أن تنظيم داعش لا يهدد وجود النظام السوري، فالأماكن التي دخل إليها داعش لا يسيطر عليها النظام، ولا تعتبر من مناطق التماس مع قوات الأسد”، معرباً عن اعتقاده بأن"الجولاني الذي ظهر في المرة الأولى على قناة الجزيرة مع تيسير علوني، ليس هو في اللقاء الثاني مع أحمد منصور".
ويرى أن "الجولاني لا يزال شخصية افتراضية، حتى قيادات جبهة النصرة على الأرض لا تعرف من هو، لكن الأكيد أن هناك شخصية تحمل هذا الاسم أخرجتها المخابرات السورية في تاريخ 21 حزيران/ يونيو 2011، من سجن صيدنايا العسكري وتم إيفادها للعراق ومعها مشروع جبهة النصرة للتنسيق مع بعض القيادات في العراق". ويشير إلى أن "الجولاني هو أحد خريجي ما يُعرف بدولة صيدنايا الإسلامية أسوة بزهران علوش قائد جيش الإسلام وغالبية قادة الفصائل الإسلامية"، موضحاً أن "دولة صيدنايا الإسلامية سيناريو استشفاف للمستقبل نفذه النظام السوري في سجن صيدنايا العسكري بين 2005 و 2008 خلال العزلة الدولية التي فرضت عليه بعد مقتل الرئيس رفيق الحريري".
ويتابع أن "جميع الإسلاميين وغير الإسلاميين المعتقلين في سجن صيدنايا كانوا فئران تجارب لهذا السيناريو وجميعهم أطلق سراحهم في حزيران 2011 بعد أقل من ثلاثة أشهر من الثورة وخلال فترة عمل النظام وإيران على عسكرة الثورة والتمهيد لأسلمتها وشيطنتها". ويزيد المصري بالقول، إنه "لا يمكن الحديث عن جبهة النصرة كتنظيم موحد، بل هناك على الأقل خمسة تنظيمات تحمل الاسم ذاته، بدليل مواقفها المختلفة والمتباينة مع داعش”، وزعم أن "قيادات النصرة جلهم مخترق من أجهزة أمنية عدة ومنها المخابرات السورية". وأكد أن "غالبية السوريين المنتمين لتنظيم النصرة أو تنظيمات أخرى ترفع رايات دينية، ليسوا متطرفين أو إرهابيين، لكنهم اضطروا للالتحاق بأي فصيل يمتلك السلاح لمقارعة النظام، فالقسم الأعظم منهم يريد الثأر من النظام".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق