العربية نت: قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ان الحزم المطلوب تجاه الإرهاب والتطرف العنيف، يفرض علينا معالجة مصادره، حيث بات جليا ان التشدد الذي يؤدي الى الارهاب والتطرف ينمو دائما في أوساط الحرمان وانعدام حرية التعبير. وقال ولد عبد العزيز في خطاب ألقاه في القمة الدولية حول التطرّف العنيف في نيويورك ان تلك ظواهر تنمو تلقائيا في غياب ظروف حياة كريمة ملؤها العدالة والحرية، مشيرا الى ان التطرف العنيف ينتج دائما بيئة من الفقر وانعدام العدالة والتهميش وغياب الثوابت. وأوضح ان هذه العوامل الخاصة بكل مجتمع يضاف اليها التدخل الدولي الذي غالبا ما يزيد الوضع تفاقما، فالتدخلات العسكرية في مختلف السياسات الداخلية على الرغم من شرعيتها أحيانا بإمكانها ان تزيد من الفوضى والبلبلة وخلق بيئة مؤاتية للتطرف والإرهاب.
وأضاف إن الأزمة الليبية التي مازالت تداعياتها قائمة مهددة منطقة الساحل الافريقي برمتها خير مثال على ذلك، مشيرا ان دول المنطقة حذرت في بداية هذه الأزمة من الخطر المحدق المتعلق بالانهيار التام للدولة ومؤسساتها وأجهزتها الحكومية. وعبّر الرئيس الموريتاني عن أسفه لعدم إصغاء المنظومة الدولية لهذا النداء بالنظر الى الوضعية الحالية في منطقة الساحل، مشيرا إلى أن التدخل العسكري في ليبيا الذي أنهى حكما استبداديا كان يمارس القمع، فتح قوسا من الفوضى العميقة تزيد من عدم الاستقرار والتطرف العنيف داخل المنطقة برمتها. وقال أنه في شمال مالي تم استغلال مطالب الشعوب المحلية في هذه المنطقة من قبل مجموعات إرهابية وشبكات لتهريب المخدرات لزعزعة استقرار مالي، وزادت قوة هذه المجموعات بعد ان تم تفكيك ليبيا، كما وصل التطرف العنيف في جنوب منطقة الساحل الى مستويات غير مألوفة وأصبح مصدرا لعدم الاستقرار في افريقيا الغربية والساحل.
وأشار الى انه امام هذه التحديات يجب ان تنطلق جميع المعالجات من الواقع المعقد ومتعدد الأبعاد لظواهر التطرف والتشدد، ومعالجة مسبباتها وتجلياتها، والجمع بين ردة الفعل المناسبة ومعالجة الظاهرة في جذورها، مع الأخذ في الاعتبار القضايا العقائدية والسياسية والاجتماعية. وأشاد بالنجاحات التي حققتها حكومته في مجال الأمن ومحاربة التطرف معتبرا انها كانت ثمرة لرؤية متأنية واستراتيجية متعددة الأبعاد تزاوج بين العمل الأمني البحت وسياسة الحوار، اضافة الى تنمية تستهدف في الأولوية الفئات الهشة من المجتمع. وأوضح ان التصدي للغلو وعدم التسامح والتطرف العنيف مسؤولية عالمية، حيث لا تستطيع دولة، بمفردها، مهما كانت قوية، أن تمنع حدوث أي تهديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق