ليبيا المستقبل في حوار مع فتحي باشاغا
فتحي علي باشاغا عضؤ البرلمان "المقاطع" والمشارك في الحوار الوطني والمرشح لرئاسة مجلس الدفاع والامن القومي في حكومة التوافق الوطني متفائلا جدا حول امكانية ان تحضي حكومة التوافق الوطني التي اعلن عنها المبعوث الأممي برناردينو ليون بقبول شعبي وانها ستكون قادرة علي ان تعيد لليبيا هيبتها... وفي حوار لنا معه يري باشاغا بان أولويات الحكومة القادمة هو إيقاف القتال في مدينة بنغازي. وحول الجيش الوطني يقول بان قيادته ستؤول الي رئاسة الحكومة وان الجيش خلال شهور قليلة سوف يكون قادر على تأمين وحماية الدولة.... (حاوره: محمد جميل السباعي)
• ما رأيك في حكومة التوافق الوطني أو ما يسميها البعض بـ "حكومة ليون"؟
الحقيقة أن تسمية الحكومة بحكومة برلندينو ليون غير صحيحة هذا الحوار جهد ما يقارب السنة بذله الليبيين والأمم المتحدة هي راعي ووسيط من بداية الحوار إلى نهايته وكانت دائما تقرب وجهات النظر وكانت الأمم المتحدة على اتصال بالليبيين في جميع المدن الليبية وتأخذ رأيهم، والرأي العام في ليبيا يأس من الوضع القائم في البلاد بسبب غياب الأمن وتردي الوضع الاقتصادي. كان الحوار في البداية غير مقبول ومقيت وعار في الشارع الليبي واستطعنا ان نغير نظرة الشارع وخلال عام استطعنا ان نخرج ليبيا والموطن من الحالة النفسية الصعبة التي يعاني منها بسبب ما ألت له الأوضاع ونحد من التدخل في ليبيا بين الاطراف المتنازعة لهذا كان الليبيين أقرب للتفاهم والحوار واخراج ليبيا من القتال والدمار ومن شبح التقسيم والجماعات الإرهابية. وبالنسبة للحوار كان مضني جدا وقد استطاع الليبيون أن يتفقوا ويخرجوا بهذه المسودة وكان دور الامم المتحدة مقتصرا على المساعدات القانونية والتقنية وبفضل الله قد وصلنا للمرحلة الأخيرة وهي الحكومة بالتواصل مع المبعوث الاممي الذي استطاع ان يعرف من خلال المشاركين في الحوار ان الرئيس يجب ان يكون من المنطقة الغربية وكان مقعد للبرلمان واخر للمؤتمر الوطني وبالنسبة للمؤتمر تفهمنا معه من مدة أن يكون للمؤتمر والبرلمان نائب بنائب ولكن لظروف المؤتمر الوطني والتي حدث داخله بسبب الاطراف التي كانت رافضه به فكرة الحوار وللأسف لازالت رافضه إلى حد اللحظة الاخيرة رغم أن الفرصة لازالت متاح لهم وقد تم قبول جميع التعديلات المقدمة من المؤتمر الوطني. ولكن لتعنتهم فقد فاتهم الوقت والفرصة قد ضاعت عليهم لذلك تم تشكيل هذه الحكومة. والأسماء التي تم الإعلان عنها في الحكومة لم تكن غريبة كلها أسماء معروفه وهي ليست حكومة ليون إنما هي حكومة شاركت بها كل أطراف الحوار من رئيسين إلى أطراف أخرى كأحزاب وبلديات... الكل قد شارك بها وراضون عليها رضاء كامل وفي المقابل لم تنل أي حكومة في العالم رضاء جميع فئات الشعب. وأعتقد ان هذه الحكومة سوف تعيد لليبيا هيبتها مع جيرانها واقتصادها وتعيد بناء المؤسسات وإن شاء الله سوف نرى دولة ليبيه في القريب العاجل.
• في رايك... هل ستلقي هذه الحكومة القبول لدي الشعب الليبي وهل هي الفرصة الاخيرة لليبيا للخروج من مأزق الفوضي والإقتتال؟
لا لن يرفضها الشعب الليبي... سيرحب بها، وانا كنت في اتصال مع احد الإخوة في الشرق وهم عملوا استطلاع كبير جدا هناك مثال على مدينة طبرق هناك أكثر من 80% مؤيدين لهذه الحكومة كلهم اتفقوا أن ليبيا عليها أن تخرج من هذا الوضع البائس وشاهدنا كيف كانت العاصمة طرابلس فرحتها كبيرة ومدينة مصراتة مؤيدها هنا ايضا للحكومة وباقي مناطق الجنوب مؤيدة وأخيرا لا توجد فرصة إن شاء الله لفشل الحكومة ولن يكون هناك سيناريو أخر... لماذا؟ لأن هذه الحكومة إن شاء الله سوف تنجح وسوف تستلم في القريب العاجل أن شاء الله مقاليد الدولة الليبية ستكون هي الجهة الشرعية للبلاد لتعامل معها داخليا وخارجيا.
• هناك من يتهم دول غربية بأنها تسعى للتدخل في ليبيا عسكريا وعلى رأسها إيطاليا؟
هذا الكلام غير صحيح ونحن في اتصالات مع الحكومة الايطالية لا يوجد هذا الاتجاه من ايطاليا ولا من أي دولة في الاتحاد الأوروبي للتدخل في ليبيا ولكن ستقدم للحكومة مساعدات تقنية إن طلبتها لتقوية مؤسساتها المدنية أو العسكرية. وبالنسبة لسفن الحربية التي توجد في البحر المتوسط هي لحماية السواحل الأوروبية من الهجرة الغير شرعية. ولن يكون هناك أي تدخل في ليبيا وهذا الكلام مرفوض حتى من الشعب الليبي ولن نقبل بأي دولة أن تتدخل في ليبيا سوى الدول المجاورة أو الدول الغربية.
• كيف ستتعامل الحكومة القادمة مع ملف بنغازي؟
عند استلام الحكومة الجديدة سوف تؤل قيادة الجيش إلى رئاسة الحكومة وهذا يسمى القائد الأعلى للجيش الليبي وكذلك جميع القيادة العسكرية الأخرى في الفترة الأولى وبذلك الحكومة الليبية سوف تصدر القرارات بما يلائم المصلحة الليبية وكذلك اعتقد أنه من أولويات الحكومة القادمة هو إيقاف القتال في مدينة بنغازي وإصلاح الإضرار المادية والاجتماعية ولن تكون ليبيا دون إيقاف القتال في بنغازي ولن تكون ليبيا دون بنغازي.
• هل الحكومة القادمة ستكون قادرة علي مواجهة ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسطر على مدينة سرت بدون مساعدة دولية؟
لا لن تستحق مساعدة دولية في مواجهته وإن لزم الأمر سوف تكون عن طريق الأمم المتحدة أو مجلس الأمن ولكن أنا متأكد من أمكانيات الشعب الليبي لن تحتاج الحكومة أي مساعدات دولية وتسطيع أن تعالج الأمور بقوة وحزم وحكمة وستعود مدينة سرت إلى ليبيا والحكومة تستطيع مجابهة هذه الجماعات الخارجة عن القانون ولن تكون ليبيا مقسومة بسبها وسوف تحل هذه الأزمة وسوف يفتح الطريق الساحلي.
• ماهو تصوركم لكيفية إعادة بناء الجيش الليبي؟
بالنسبة للجيش الليبي وصل عدد المنتسبين للجيش حوالي مائة وثلاثون ألف عسكري ما بين ضابط وجندي وعليه يجب إعادة تأسيس الجيش واستدعاء المتخلفين منهم وعليهم جميعا الالتحاق بالتكنات والمعسكرات حتى يتم إعادة تأسيسه من جديد وعلى الجيش الليبي أن يكون ولائه للدولة الليبية وليس لأي شخص مهما كان، وفي السابق كان هناك خلل في العقيدة فعندما تأسس الجيش الليبي في نهاية عقد الخمسينيات من القرن المنصرم كانت عقيدته صحيحة وهي الولاء للدولة أما بعد إنقلاب سنة 1969م وبالتحديد في سنة 1973م تقريبا تغيرت عقيدة الجيش الليبي من الولاء للدولة إلى الولاء للقائد الأعلى للقوات المسلحة المتمثل في شخص العقيد معمر القذافي وادخل عليه أمر مستديم رقم (1) قد أحدث شرخ كبير في تركيبة الجيش ونظام طاعته وولائه وعليه يجب إعادة النظر في العقيدة. وحتى الموجودين لآن يجب إعادة تأهيلهم ليكون الولاء للدولة وليس للأشخاص، وليس لدينا اعترض على قوات الجيش الليبي الموجود في سلاح الجو والسلاح البحري وحتى السلاح البري ولكن الأغلبية موجودين في بيوتهم وعلى الدولة الجديدة أن تستدعيهم وتعيد تشكيل كتائب جديدة من هذه العناصر المنضمة للجيش الليبي وأنا على يقين أن الجيش الليبي في خلال شهور قليلة سوف يكون قادر على تأمين وحماية الدولة والشعب الليبي.
• الكثير من الثوار يرفضون الانضمام للجيش بسبب وجود قيادات عسكرية قاتلت مع نظام القذافي ضدهم؟
هذا الكلام كان في الفترة التي اعقبت سنة التحرير وثورة 17 فبراير 2011م وكان هناك تشويش إعلام كبير جدا على الجيش وما قام به أثناء ثورة فبراير المجيدة ولكن لأن اتضحت الصورة وحقيقة العمل الذي سوف تكون عليه مؤسسة الشرطة والجيش وتعاون كتائب الثوار معهم وإعادة تنظيمها ودمجها وفق ضوابط لكل من المؤسستين وإعادة تأهيلهم ودمجهم من جديد. حتى يكون رجل منضبط وينتمي لمؤسسة الشرطة أو الجيش وقادرا بحكم الدورات التي سيتلقاها والاهتمام الذي سيقدم له. ولكن الذي أريد أن اؤكد عليه هنا هناك قبول من الثوار للانضمام لمؤسستي الجيش والشرطة والتعاون معهم، وهناك توجه جديد للحكومة أن يكون الجيش والشرطة في حماية الدولة ومؤسستها وحماية المواطن وفق ضوابط وخطة محكمة توضع من الحكومة وهناك برامج أخرى لإعادة دمجهم في المؤسسات المدنية.
• قانون العزل السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني العام والذي ألغاه البرلمان في وقت سابق من هذا العام. هل سيعمل به في هذه الحكومة؟
هناك دعوة في المحكمة العليا الليبية حول قانون العزل السياسي ونحن ننتظر حكم المحكمة بعد قيام الدولة والنظر في هذا القانون وسوف نحترم حكم المحكمة مهما كان. وأعتقد أن المحكمة سوف تصدر حكمها بعد استلام الحكومة زمام الأمور وعودة الأمور إلى نصابها وإعطاء المناخ والأجواء المناسبة للمحكمة حتى تحكم بالحكم الذي سيكون في صالح المواطن والوطن.
• ما الكلمة التي تريد توجهيها للشعب الليبي حول حكومة الوفاق الوطني؟
وحدة ليبيا وسيادة ليبيا هذه مهمة جدا ولن تتحقق إلا بقيام الحكومة ودولة قوية ونحن لا نجد حكومة يرضى عليها الكل ولكن هي تمثل الشرعية وتستطيع أن تقدم الخدمات للمواطن وسوف نشاهد عودة المصالح التي فقدها المواطن مثل الرواتب والخدمات الصحية والأمن وغيرها... المهم لنا أن نجد دولة تحمي المواطن وتحقق مصالحه وتحمي سيادة الدولة ويستطيع الليبيون جميعهم أن يتعاملوا معها وكذلك العالم من خلال هذه الشرعية دولة واحدة حكومة واحدة جامعة ليس كحالنا لآن متفرقين وهذه الحكومة بإذن الله خلال أيام بسيطة سوف تجمع الليبيين تكون لنا سيادة وحكومة قوية إن شاء الله يلتف حولها كل الليبيين وهذا ما لمسنه من أبناء شعبنا خلال هذه الأيام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق