العرب اللندنية: تصدرت مدينة بنغازي في ليبيا المناطق الأكثر خطورة وفتكا بالصحفيين في ليبيا، حسب التقرير ربع السنوي الثالث للعام الجاري، الذي يصدره المركز الليبي لحرية الصحافة. وأكد المركز الليبي أمس، أن بنغازي تعد من أشد المناطق فتكا بالصحفيين نتيجة تعرضهم لحوادث الاختطاف والتعذيب، وتراجع العمل الميداني بشكل واسـع، مع استمرار فرار الصحفيين من المدينة نتيجة العنف المسلح. ووثق المركز الليبي لحرية الصحافة 20 اعتداء جسيما تعرض له صحفيون من مختلف المناطق الليبية. وعرض التقرير الثالث شهادات واسعة للضحايا وأقاربهم الذين تعرضوا لوقائع متعددة، وسرد شهادات وأدلة جميعها وثقها الباحثون بوحدة الرصد والتوثيق ضمن منهجية عمل محكمة ودقيقة يعمل بها المركز، حسب تقرير نشره على موقعه الإلكتروني.
ولفت إلى أنه تراجع تسجيل الاعتداءات والانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، خلال الربع الثالث بشكل جزئي، نظرا لتزايد المخاوف والتهديدات التي يتلقونها مع تقلص أعمالهم الميدانية. وأضاف أن الربع الثالث اتسم بتزايد تسجيل حالات الاختطاف والتعذيب الوحشي الذي تعرض له صحفيون واستمرار حوادث الطرد التعسفي. ويواجه الصحفيون في ليبيا خطرا مزدوجا، فمن ناحية هم عرضة للإصابة بفعل تغطية خطوط القتال الأمامية، ومن ناحية أخرى عرضة للترهيب فيما لو وقعوا أسرى بيد داعش. وتحديدا في بنغازي، يتعرض الصحفيون لمصاعب عدة قبل إتمام عملهم، فقد يتعرضون للإصابة، أو القتل، أو الاعتقال، أثناء تغطيتهم للمعارك ضد داعش في مناطق المدينة، وقد يواجهون أيضا المنع من التصوير بسبب الإجراءات العسكرية الحازمة التي تحظر تصوير الاشتباكات، بسبب مخاوف من استخدام هذه الصور من قبل الطرف الآخر واستعمالها لتحديد مواقع الأهداف العسكرية.
يقول المصور اليسيو رومينزي "يجب أن نفهم أنه لا يوجد بنى تحتية حقيقية تمكن الصحفي من عمله، ما يعني أن البلاد تعيد ترتيب نفسها في الوقت الحالي، ومن الصعب العمل في ظل هذه الظروف لأنك ستجد نفسك في الوسط تماما بين طريقة العمل الرسمية وغير الرسمية، وهذا أمر طبيعي بعد العمل لفترة في منطقة حرب كما في ليبيا". من جهته يقول عريش سعيد رئيس هيئة الإعلام الخارجي في الحكومة الليبية المؤقتة، "في ظل الحروب لا يتعلق الأمر بنا كقيادة ميدانية أم مدنية، بل هو من اختصاص القيادة العسكرية التي تعرف جيدا ظروف الحرب، لذلك فإن من ضمن العوائق التي يتعرض لها الصحفي، أن يمنع من الوصول إلى بعض المحاور أو أماكن القتال".
وأضاف سعيد "قد ينزعج الصحفي لأنه يبحث عن سبق صحفي ويحتاج إلى المعلومات، ومن حقه أن ينزعج لكن بعد ذلك يدرك جيدا أنه لابد له أن يمتثل للإجراءات، لأننا قيادة عسكرية موحدة في حرب ضد الإرهاب، لا تحتمل المهادنة ولا تحتمل المجاملة، بل تحتاج إلى هذه الأوامر الصارمة". وأوضح سعيد "باعتقادي أن الصحافة ليست من المهن السهلة، هي مهنة المتاعب، وتحتاج إلى المخاطرة من أجل إيصال الحقيقة، والعوائق هي أحد ظروف الحرب التي جاء الصحفي لتغطيتها، ولو كان الوضع مستقرا في بنغازي، لما احتاج الصحفي إلى أن يأتي من مكان آخر ليغطي ما يجري، وهذا معناه أنه سيجد أمامه الحروب، والجبهات المشتعلة، والقتال، بالإضافة إلى العوائق". ورغم كل هذه المخاطر يستمر عمل الصحفيين في بنغازي من أجل نقل صورة حقيقة جرائم داعش وما يحدث داخل المدينة إلى العالم الخارجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق