العرب اللندنية: يحاول المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته والمنضوي تحت لواء الإخوان المسلمين رفض التوقيع على نسخة الاتفاق النهائي، وهو ما اضطر البرلمان التابع للحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني إلى تمديد ولايته، قاطعا الطريق على إخوان المؤتمر الذين أرادوا العودة إلى المربع الأول وتأجيج الفوضى بتجاوز تاريخ 20 أكتوبر (تاريخ فترة ولاية البرلمان) دون إنهاء أزمة الشرعية. وقال فرج هاشم، المتحدث باسم برلمان طبرق، إن أعضاء البرلمان وافقوا على تمديد تفويضه إلى أن يتمكن من تسليم السلطة لجهة منتخبة جديدة. وذكرت مصادر من داخل البرلمان أن التمديد جاء لكي تكون مشاركته في حوار الصخيرات بالمغرب على أرضية صلبة مع الطرف الآخر، ولا يبقى حبيس انتهاء فترة ولايته في 20 أكتوبر الجاري. واعتبرت جهات محسوبة على المؤتمر أن قرار البرلمان من شأنه، على الأرجح، أن يعقّد الجهود الرامية لإقناع حكومة طرابلس بالموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية والسيطرة على الميليشيات الإسلامية الداعمة لها والرافضة لاتفاق السلام.
وفي هذا الصدد حذّر مراقبون من إمكانية تكثيف ميليشيا فجر ليبيا الذراع المسلّح للمؤتمر لهجماتها ضدّ وحدات الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر، والدخول في تصعيد عسكري على مختلف الجبهات، وهو ما قد يساعد التنظيمات الجهادية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية على التوسع والتغول. وأعلن البرلمان الليبي تمسكه بالمسودة التي وقّع عليها بالأحرف الأولى دون تعديلات وتضمينها للإعلان الدستوري المؤقت في حال تعنّت المؤتمر العام المنتهية ولايته ومباشرة تشكيل حكومة ليبية مع الأطراف التي وقعت فقط. وأكد على هذا الموقف أبو بكر بعيرة، عضو لجنة الحوار الوطني في برلمان طبرق، حيث قال إنه "سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية بليبيا، حتى لو رفض المؤتمر المشاركة فيها"، موضحا أنه "سيتم بدء مناقشة حكومة وحدة وطنية بليبيا وذلك بعد مشاورات مكثفة ضمن جلسات الحوار الليبي المنعقد بالصخيرات".
وأضاف بعيرة أن "الحوار سيستمر رغم عدم تقديم المؤتمر أسماء للحكومة حتى الآن، وستتم مناقشة المقترحات للوصول إلى حكومة توافق وطني". هذا وقال عوض عبدالصادق، رئيس وفد المؤتمر الوطني العام الليبي للحوار السياسي بالصخيرات، إن "اقتراح أسماء لحكومة وحدة وطنية في ليبيا مرتبط بجلسة سيعقدها المؤتمر اليوم الأربعاء بطرابلس". وأوضح عبدالصادق في مؤتمر صحفي منتصف ليلة الإثنين الثلاثاء بالصخيرات المغربية، "سأعود إلى طرابلس من أجل إجراء مشاورات مع المؤتمر، وحضور الجلسة التي على ضوئها سيتم تحديد الأسماء المشاركة في الحكومة من عدمه". وأضاف "كان لنا لقاء مع برناردينو ليون، ونظرا لبعض المستجدات وانعقاد جلسة الأربعاء بطرابلس، سأغادر إلى ليبيا، بينما سيبقى باقي أعضاء الوفد كتعبير على حسن نية استمرار المؤتمر في الحوار".
وكانت أطراف النزاع الليبي استأنفت الاثنين في منتجع الصخيرات السياحي جنوب الرباط، محادثاتها في محاولة جديدة للخروج باتفاق سياسي حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، لإنهاء النزاع المندلع منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وسلمت البعثة الأممية أطراف النزاع الليبي في 22 سبتمبر الماضي نسخة الاتفاق السياسي النهائية بما فيها الملاحق، موضحة أنه "الخيار الوحيد" أمام الليبيين كي لا تسقط البلاد في فراغ سياسي ومصير مجهول. وتأمل البعثة والسفراء والمبعوثون الحاضرون في منتجع الصخيرات بأن يوقع فرقاء ليبيا هذا الاتفاق السياسي والملاحق المرتبطة به، ويبحثوا أسماء حكومة الوحدة الوطنية خاصة أن الوضع الأمني لا يحتمل المزيد من التأجيل. وإلى جانب وفد البرلمان الليبي ووفد المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، يحضر هذه المرحلة الأخيرة من المحادثات ممثلو الأحزاب والبلديات والقبائل والمجتمع المدني ممثلا في منظمات حقوقية محلية وجمعيات نسوية، وذلك إثر إجراء حوارات موازية في عدد من البلدان برعاية الأمم المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق