سي إن إن عربية: توالت ردود الفعل على الغارات التي شنتها طائرات حربية روسية على مواقع داخل سوريا الأربعاء، وسط تقارير متضاربة عما إذا كانت تلك الغارات استهدفت مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية"، أو مناطق مدنية تخضع لسيطرة جماعات المعارضة السورية. وبينما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الحربي الروسي نفذ الأربعاء، 20 غارة على 8 أهداف لتنظيم "داعش" في سوريا، بينها مخازن أسلحة ومراكز قيادة، أدان "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" بشد ما وصفه بـ"العدوان الروسي الوحشي" على مواقع مدنية سورية.وأكد ائتلاف المعارضة السورية، في بيان حصلت عليه CNN مساء الأربعاء، إن "القصف الوحشي، الذي نفذته طائرات حربية روسية لمواقع مدنية سورية في ريفي حمص وحماة، وأدى إلى إيقاع ضحايا مدنيين؛ بينهم أطفال ونساء." وتابع البيان أن "عدوان روسيا غير المبرر، وانتهاكها السيادة السورية، لا يستند إلى أي شرعية قانونية، ويتناقض مع التزامات موسكو الدولية، بما فيها التزامها بيان جنيف1، الذي يمنع تصعيد العنف ويدعو لاتخاذ إجراءات تحدُّ من ذلك." وبينما ذكر البيان أن القصف أوقع 40 "شهيداً"، فقد وصف "ما يتوارد عن إرسال وحدات روسية خاصة إلى ثكنات ومطارات عسكرية، تمهيداً لعمليات برية"، بأنه "يمثل عدواناً سافراً على الشعب السوري بكافة مكوناته، ويعزز الاعتقاد بأن موسكو باتت شريكاً لنظام الأسد في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين."
من جانبه، وصف وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، في أول تعليق له على الغارات الجوية الروسية على مواقع في سوريا، تلك الضربات بأنها بمثابة "صب الزيت على النار"، مؤكداً أن "استراتيجية الانتقال السياسي في سوريا، يجب أن تجري بالتوازي مع العمل العسكري." من جهته، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس شتولتنبرغ، موسكو إلى "القيام بدور بناء والتعاون في محاربة داعش"، معرباً عن قلق الحلف من "تصادم محتمل" بين العمليات الجوية الروسية وما يقوم به التحالف، الذي تقوه الولايات المتحدة، ضد تنظيم "داعش." ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن مدير المركز الأوروبي للبحوث الاستراتيجية والأمن، كلود مونيكيه، وصفه قرار روسيا إطلاق عملية عسكرية جوية في روسيا، بأنه "يمثل خطوة إيجابية"، وفق ما أورد تلفزيون "روسيا اليوم." واعتبر مونيكيه أن العملية الروسية سوف تساعد بالدرجة الأولى في ردع عناصر "داعش" وسواهم، وستعوق نشاطهم هنا أو هناك، بما يجعلهم يفكرون في كيفية الدفاع عن أنفسهم، عوضاً عن التفكير في الهجوم، وستحول دون تنفيذ عملياتهم في أوروبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق