العرب اللندنية: بدأت الجماعات الليبية المُتطرفة تكثف من عمليات نقل المُسلحين من سوريا إلى تركيا، وبعد ذلك إلى العاصمة الليبية طرابلس، بشكل ساهم في ارتفاع مخاوف الأوساط السياسية الليبية، والأطراف الإقليمية المعنية بالملف الليبي. وعلمت "العرب" من قيادات عسكرية ليبية أن الميليشيات المُتطرفة التي تُسيطر على العاصمة طرابلس (فجر ليبيا) كثفت من عمليات نقل المُسلحين من سوريا إلى ليبيا بالتنسيق مع تركيا والسودان وقطر. وكشفت القيادات العسكرية عن أن ثلاث طائرات على متنها المئات من المُسلحين حطت خلال اليومين الماضيين في مطار معيتيقة الواقع على بعد نحو 10 كيلومترات شرق العاصمة طرابلس، والذي يخضع لسيطرة ميليشيات تابعة للجماعة الليبية المقاتلة. وقالت إن المُسلحين الذين تم نقلهم من سوريا إلى طرابلس عبر تركيا، نزلوا من الطائرات بكافة عتادهم العسكري، وذلك في تحول نوعي ترافق مع تزايد تدفق المُسلحين على المدن الليبية الخاضعة للمُتطرفين من السودان عبر صحراء الكفرة جنوبا.
وقال الناشط السياسي الليبي كمال مرعاش في اتصال هاتفي مع "العرب" إن الأجهزة الأمنية والعسكرية الليبية رصدت بالفعل هذا التدفق الخطير للمُسلحين. وبالتوازي، أكدت تقارير إعلامية ليبية هذه المعلومات الخطيرة، ونقلت أمس عن مصادر أمنية من داخل مطار معيتيقة قولها إن الجماعة الليبية المقاتلة استقبلت خلال هذا الأسبوع 285 مقاتلا أجنبيا. وبحسب كمال مرعاش، فإن هذه التحركات تأتي على وقع تزايد الصراع بين الميليشيات ارتباطا بالمسار التفاوضي، حيث تسعى بعض الميليشيات الرافضة لهذا المسار إلى إحكام سيطرتها على طرابلس، والتلويح بالسلاح لإفشال وإبطال أي اتفاق سياسي. وربط هذه التطورات بتزايد الخلافات بين قادة ميليشيا فجر ليبيا حول نتائج جولة المفاوضات برعاية الأمم المتحدة التي عُقدت في نيويورك، حيث يبدو أنه تم خلالها الاتفاق على غالبية نقاط الخلاف، وخاصة منها قبول عبدالرحمن السويحلي بمنصب النائب الثاني لرئيس حكومة الوفاق مقابل تخليه عن المطالبة بإزاحة الفريق أول ركن خليفة حفتر من المشهد العسكري الليبي. ويعكس هذا التطور تنصل جماعة مصراتة من فجر ليبيا، هو ما جعل جماعة الإخوان تدفع رئيس حكومة طرابلس خليفة الغويل إلى الإسراع في عقد اجتماع مع قادة الجناح الرافض لأي تسوية داخل فجر ليبيا لقطع الطريق على أي اتفاق ضمن سياق مفاوضات الصخيرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق