بي بي سي العربية: عبر نواب ليبيون من البرلمان المنافس عن شكوكهم في إمكانية تطبيق اقتراح المبعوث الدولي إلى ليبيا الذي يدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة فايز السراج، معتبرين أن الإعلان سابق لأوانه. جاء الإعلان بعد نحو عام من المحادثات بين برلمان طرابلس المدعوم من الإسلاميين، والثاني في طبرق المعترف به دولياً. وعلى البرلمانين المدعومين من جماعات مسلحة متنافسة التصويت على الاقتراح كي يتم تطبيقه. وتعيش ليبيا في حال من عدم الاستقرار منذ اندلاع الثورة في عام 2011. ومنذ عام 2014، سيطر تحالف من الميليشيات على العاصمة طرابلس وأعاد تنصيب المؤتمر الوطني العام المنتخب عام 2012.
وفي مؤتمر صحفي عقده في مدينة الصخيرات بالمغرب حيث تجري المحادثات بين الطرفين المتصارعين، أعلن بيرناردينو ليون، مبعوث الأمم المتحدة، أن فايز السراج سيُرشح رئيسا للحكومة المقترحة. والحكومة المقترحة هي ثمرة شهور من المباحثات بين الفصائل المتقاتلة في ليبيا.وقال عبد السلام العاشور عضو برلمان طرابلس لبي بي سي: "لسنا طرفا في الحكومة المقترحة. انها لا تعني شيئاً لنا ولم تتم استشارتنا بشأنها". وأضاف: "لم نقدم أي أسماء، ونحن لسنا جزءا من هذه الحكومة (المقترحة)، فهي لا تعني شيئا بالنسبة لنا ولم يتم التشاور معنا بشأنها."
وقال إبراهيم زاغيات، عضو برلمان طبرق "هذه الحكومة المقترحة سوف تؤدي إلى تقسيم ليبيا وتحولها إلى نكتة. اختيار السيد ليون لم يكن حكيما... وهو لا ينسجم مع الاتفاق السياسي المطروح على الطاولة، وليون زاد الوضع تعقيدا. الاقتراح ليس متوازنا وكان يجب عليه التشاور معنا قبل الإعلان عنه." وقال موسى الكوني، أحد المرشحين لمنصب نائب رئيس الوزراء، إن "الجزء الأصعب قد بدأ لتوه." وتقول رنا جواد، مراسلة بي بي سي في شمال أفريقيا، إنه من المحتمل أن تبدأ الآن مباحثات مطولة داخل السلطات المتصارعة بشأن قبول اقتراح ليون بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. ووصفت نائبة في برلمان طرابلس بالفعل اقتراح ليون بأنه "ميت"، بينما قال نائب آخر من مجلس النواب المنتخب، ومقره طبرق، إنه "مجرد حبر على ورق."
ويواجه السياسيون في ليبيا ضغوطا متزايدة من الغرب للتوصل إلى اتفاق ينهي الصراع الليبي. وقالت وزارة الخارجية المصرية صباح الجمعة إنها "ستقف إلي جانب الليبيين في كل لحظة" لمساعدتهم علي تحقيق طموحاتهم وحفظ أمنهم واستقرارهم. وأشارت الوزارة - في بيان - إلي أن مصر كانت حريصة علي توفير كل الدعم الممكن لعملية التفاوض التي جرت بين الأطراف الليبية في المغرب للحفاظ علي سلامة ليبيا ووحدة أراضيها. وحث الأمين العام للامم المتحدة بان كي-مون الزعماء الليبيين على "عدم تبديد هذه الفرصة وإعادة البلاد على درب بناء دولة تعكس روح ثورة 2011 وطموحاتها". وتشمل المناصب الأخرى في الحكومة المقترحة ثلاثة نواب لرئيس الوزراء يمثلون شرق ووسط وجنوب ليبيا.
وقال ليون إن أسماء المرشحين للمناصب الأخرى في الحكومة قد اتفق عليها أيضا. وأضاف ليون "بعد عام من العمل في هذه العملية وبعد العمل مع أكثر من 150 شخصية ليبية من كل المناطق، جاءت أخيرا اللحظة التي يمكننا فيها اقتراح حكومة وحدة وطنية." واعتذر ليون عن "عدم قدرتنا على اقتراح هذه الحكومة من قبل، غير أننا أيضا مسرورون لأن هناك على الأقل فرصة." وسمح العنف والفوضى السياسية للمسلحين الإسلاميين بتحقيق مكاسب على الأرض في ليبيا، كما استغل مهربو البشر هذه الحالة لتهريب مئات الآلاف من الناس من الساحل الليبي إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق