سكاي نيوز عربية: يثير تضارب الروايات بشأن تحطم مروحية في ليبيا، الثلاثاء، تساؤلات عن ملابسات وظروف الحادث، إلا أن الثابت الوحيد أن ميليشيات "فجر ليبيا" المتشددة المتحالفة مع المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته تلقت ضربة موجعة بمقتل عدد من قادتها. وبعد أن نعى المؤتمر، الذي يتخذ من طرابلس مقرا له ويدعم سلطة غير شرعية ذراعها ميليشيات صنفها البرلمان إرهابية، "ضحايا الطائرة"، دعا إلى "ضبط النفس ومراعاة المصلحة العليا للوطن"، دون أن يشير إلى اتخاذ خطوات للتحقيق بالحادث. إلا أن أحد قادة الميليشيات المتحالفة مع المؤتمر، وهو مصطفى الشركسي، توعد بالرد "في الوقت والمكان المناسبين وبقوة" على ضرب المروحية الذي أسفر عن مقتل أكثر من 10 أشخاص، بينهم آمر المنطقة الغربية في ميليشيات "فجر ليبيا".
وبعد وقت وجيز على الحادث، سارعت الميليشيات في مدينة الزاوية المتحالفة بدورها مع المؤتمر وحكومته غير الشرعية إلى مهاجمة بلدة ورشفانا، بعد أن اتهمت "مجموعات مسلحة موالية لجيش القبائل"، بإسقاط المروحية في البحر إلى الغرب من طرابلس. واندلعت المواجهات رغم نفي "جيش القبائل" في ورشفانا الموالي للحكومة الشرعية علاقته أو "القوات المساندة للجيش" بإسقاط الطائرة المروحية في منطقة الماية، ومطالبته بتشكيل لجنة متخصصة للتحقيق في هذا الحادث الذي يشكل ضربة لفجر ليبيا. أما القيادة العامة للقوات المسلحة المرتبطة بالحكومة الشرعية، فقد نفت، بدورها، أي مسؤولية عن الحادث، قبل أن تشير على لسان مدير المكتب الإعلامي إلى "أنها "تملك الشجاعة الكافية لتبني أي عملية تنفذها وحداتها في أي منطقة في البلاد".
وبالإضافة إلى تنصل كافة القوى والبيان الملتبس الصادر عن المؤتمر الوطني، فإن المصادر الموالية "للحكومة" غير الشرعية اختلفت فيما بينها بشأن عدد الركاب الذين كانوا على متن المروحية وعدد القتلى، الأمر الذي يزيد من غموض هذه الحادثة. وفي حين تحدثت مصادر من الميليشيات عن انتشال 13 جثة من بين 19 شخصا كانوا على متن المروحية من بينهم 3 قادة في فجر ليبيا، قال مسؤول في طرابلس إن الحادث أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا من ركاب المروحية، البالغ عددهم 23. وبينما قالت مصادر الميليشيات إن قادة فجر ليبيا القتلى كانوا يستقلون المروحية بسبب المخاوف الأمنية على الطريق الساحلية غربي العاصمة، كشف الشركسي إن المروحية كانت تقل بالإضافة إلى المسلحين موظفين مصرفيين "كانا ينقلان أموالا إلى موظفين حكوميين". وتثير المعطيات المتضاربة شكوكا حول ارتباط عملية إسقاط الطائرة بخلافات داخلية بين سلطة الأمر الواقع، مما دفع إحدى الجهات إلى التخلص من آمر المنطقة الغربية في "فجر ليبيا"، حسين أبو دية، بالإضافة إلى المسؤول العسكري، سالم صقر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق