وكالات: فشلت نيجيريا في استعادة الأمن وصد خطر بوكو حرام مع تصاعد نسق عملياتها الإرهابية في معاقلها التي تسيطر عليها في شمال شرق البلاد. ويفند ذلك بشكل صريح وعود الرئيس محمد بخاري في القضاء عليها في غضون 6 أشهر. أسلوب الاستفزاز، استراتيجية تعتدمها الجماعة على ما يبدو بتكثيف القيام بالتفجيرات الانتحارية كنوع من التخلص من الضغط المسلط عليها مع اقتراب القوات العسكرية باتجاه معاقلها. وعقب ثلاثة تفجيرات متزامنة، الجمعة الماضي، جدت أربعة تفجيرات أخرى، الأحد، في ضواحي مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو في شمال شرق البلاد التي تستهدفها الجماعة بشكل منتظم، كما ذكر البعض من شهود العيان لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي ظل تضارب الأنباء، تشير المعلومات إلى أن التفجيرات أودت بحياة العشرات من السكان، كما أصيب عدد آخر لم تشر التقارير إلى عددهم بشكل دقيق. ووسط الغموض الذي يحوم حول هذه الجماعة لندرة التقارير الاستخباراتية بشأنها، يتكهّن محللون بأن تصعيد هجماتها هدفه الأساسي ترهيب السكان بالدرجة الأولى وإظهار بأنها لا تزال قوية، أسوة بما يفعله داعش في معاقله في سوريا والعراق.
لكن البعض يذهب إلى أبعد من ذلك ويقول إن مسلحي الجماعة قد يحاولون اجتياح مايدوغوري مهد حركتهم التي نشأت في 2009، في غفلة من السلطات كما حصل مع مدينة قندوز الأفغانية حينما دخلها مسلحو طالبان قبل أسبوع. ولم تفلح مساعي بخاري لاحتواء الأزمة في بلاده وخصوصا عندما أبدى استعداده، منتصف الشهر الماضي، للعفو عن متشددي الجماعة المسجونين، في مقابل الإفراج عن حوالي 200 تلميذة خطفن قبل حوالي سنة ونصف السنة في مدينة شيبوك، شمال شرق البلاد. وارتفاع وتيرة الاعتداءات أجبر نصف مليون طفل على الفرار في الأشهر الخمسة الماضية، ليصل العدد الإجمالي للأطفال المشردين في المنطقة إلى 1.4 مليون، وفق ما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، قبل أيام. وبوكو حرام التي أوقع إرهابها 17 ألف قتيل وأكثر من 2.5 مليون نازح في خمس سنوات، مسؤولة عن مقتل قرابة 1300 شخص منذ تسلم الرئيس الجديد السلطة في أواخر مايو الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق