ليبيا المستقبل - علاء فاروق: بعد مرور أربع سنوات على مقتل العقيد معمر القذافي إثر ثورة شعبية ضد حكمه الذي اغتصبه من الملك السنوسي بعد إنقلاب عسكري في 67 يقف المواطن الليبي وسط مفترق طرق كثيرة ويجد نفسه في حيرة من أمره تجاه ثورة السابع عشر من فبراير خاصة في ظل حالة التناحر والتقاتل المستمرة منذ الاعلان "الرمزي" لتحرير البلاد. ومرت البلاد "المنكوبة" بعدة تجارب ديمقراطية وتشكيل عدة حكومات متعاقبة لكنها كلها في وجهة نظر الليبيين "تجارب سيئة" جعلت بعض ضعاف النفس تترحم على أيام القذافي رغم ما فيها او على الأقل ربما لاتشعر بتغييرات مقنعة لتأييد الثورة على طول الخط، انتخبت البلاد أول جسم تشريعي بها "المؤتمر الوطني العام" من مختلف ربوع الدولة الليبية ورغم مرارة التجربة وضعفها إلا أن المشاركة في الانتخاب كانت ثورية بامتياز، وشكل المؤتمر عدة حكومات انتهت بحكومة الثني الذي ترأس الحكومة اللمؤقتة بدلا من على زيدان الذي فر من البلاد بعد عزله، وخلال فترة المؤتمر الذي مدد لنفسه بعد انتهاء مدته تم انتخاب مجلس النواب بمشاركة ضعيفة لكنه يعد المحطة التشريعية الثانية لليبين التى انتهت مدتها دستوريا أمس في ذكرى مقتل القذافي.
حاولت "ليبيا المستقبل" استطلاع رأي بعد المراقبين للمشهد في الداخل الليبي عن مرور أربع سنوات على مقتل القذافي وماذا حققت ثورة فبراير من مكتسبات وأين تقف الثورة الان؟، وما بين مؤيد ومعارض جاءات هذه الاراء:
الثورة مستمرة
يقول زير التخطيط في الحكومة الانتقالية السابقة د/عيسى التويجر أن أربع سنوات مضت دون أن نتحرر من فكر القذافي ولاحتى من فلوله.. ولكننا قطعنا شوطا لابأس به .. تخاصمنا وتقاتلنا واقتنعنا بأن الحوار هو الخيار الوحيد .. الثورة المضادة ومقاومة التغيير وبروز مشاريع دكتاتورية تريد اقناعنا بأننا لن نعيش بدون قائد عرقلت مسيرتنا، ويضيف: دستورنا على وشك الإنجاز والعالم باستثناء القليل يدعمنا من أجل بناء دولة ديمقراطية نطبق فيها شرعنا الحنيف دون تسلط فرد بعينه .. نجاحنا في التمسك بحريتنا ونسيان الماضي والنظر إلى المستقبل والإصرار على الحرية والتخلي عن الأنانية والاقتناع بأن ليبيا لكل الليبيين الذين يريدون المساهمة في البناء .. وعلينا أن ندرك أن 17 فبراير حدث فاصل أصبحنا بعده أحرارا ولاينبغي أن نحمله أكثر مما يجب. في حين يرى المستشار السابق لحكومة الانقاذ بطرابلس عبد الحميد النعمي أن تعثر مسار الثورة جاء بسبب عدم تمكن الثوار من طرح رؤية سياسية مشتركة وعجزهم عن توحيد صفوفهم في تنظيم واحد لحماية ما تم تحقيقه.
لكن اللواء سليمان العبيدي – ضابط بالجيش الليبي سابقا يقول: المكاسب لثورة فبراير أن عقدة الخوف ونداء الحرية ارتفع بقوة، ويستطرد: وقراءتى المتواضعة للتاريخ ، بعد انحطاط الأمم أو احتلالها بقوة خارجية بقوة السلاح كالاحتلال الإيطالى ، تفقد الأمة بعض قيمها واخلاقها . أول دار بغاء فى المرج ، ثم طبرق أمربفتحها الاحتلال الإيطالى ، وقيل أدخل عنوة بعض أبناء وزوجات الشهداء . فى حكم شمولى لأكثر من اربعة عقود وانا أحد ضباطه وتفرد معمر بالسلطة ومحاولة التوريث . برزت ثقافة عبادة الفرد ( القائد ) ...قايد ...قايد لا تهتم ...الثورة نفديها بالدم . تغيرت الخلاق . والجزء الأكبر من الشعب وحتى الذين يقودون المشهد صفقوا وهتفوا.
ويضيف: المكسب نهاية حقبة تاريخية، وفوران، واختلال فى القيم ...تزأر العاصفة، ثم تأزر، ثم تزأر ...ثم ستهدأ ...سترى أن الأجيال القادمة تعيش الحرية وتتعلم كيف تتبادل السلطة، وأن لا يتغول رئيس مجلس النواب بقرار فردى بقطع الكهرباء، ومنع التصويت ...سيتعلمون كيف يحترم الرأى الآخر .
صراع مستمر
وتؤكد الناشطة في منظمات المجتمع المدني ميرفت السويحلي أن ثورة فبراير لاتزال فى صراع لتحقيق مكاسبها، وتحقيق مكاسب الثورة يتطلب عمل مستمر حتى نصل الى الهدف، وتضيف: مقتل القذافى انهى عصرا من الظلم والجهل واﻻستبداد فى نظر الكثيرين ولكننا ﻻزلنا نعانى من مخلفات بقايا هذا الجهل الذى زرعه فى كثير من الشعب الليبيى، متمنين ان نعمل على مستقبل افضل ﻻجيال تعى دورها فى نهضة ليبيا، وتحرر ليبيا من نظام القذافى يعتمد على ارادة الشعب فى التغير والتطور لمستقبل بلادهم.
ويرى الناشط الشاب ابو بكر بلال أن مقتل القذافي كان ضربة موجعة لنظامه وزعزعة لمنظومته؛ فالتغيير في ليبيا لم يكن مجرد إزاحة ونفي لرأس المنظومة الحاكمة بل كان إخمادا لها وجعلها جسما ﻻ روح فيها، ويضيف: ورغم ظهور الثورة المضادة في ليبيا ممثلة في عملية الكرامة إلا أن مقاومتها حتى هذه اللحظة يمثل حياة سارية للثورة وأن دماءها ﻻ زالت تتدفق وهو بحد ذاته مكسب من مكاسبها وثمرة من ثمراتها.
بقايا النظام
ويقول المحلل السياسي محمد غميم: رحم الله الشهداء فبهم وبتضحياتهم نحن اليوم نعيش احرارا بعد ان تخلصنا من اكبر طاغوت عرفته المنطقة بل والعالم كله فى تاريخه الحديث، وبالرغم من كل الالم والاقتتال والجراح التى كانت نتيجة ازالة هذا الظالم إالا اننا متفائلين بليبيا التى نحلم بها من غير ظلم ولا استبداد، مستطردا: لكن ليببا الان تمر بمرحلة صعبة جدا بالرغم من مرور 4 سنوات على الثورة ، وهنا نحن نعترف ان القضاء على القدافى كان فى شخصه فقط أما افكاره الخبيثة فهى ماتزال موجودة فى المجتمع ومؤثرة فى عقول وشخصيات مجموعة ليست بالقليلة، وطبعا تغيير هذه الافكار سيكون من اكبر التحديات امام نجاح الثورة وقيام الدولة واستقرار ليبيا، لازالت الطريق طويلة والثورة لم تحقق الا القليل ولكن بالتوافق سيكون الغد افضل.
ويقول الصحفي والناشط الاعلامي يوسف الترهوني: أربع سنوات على قتل القذافي وتحقيق مكسب الثورة الأول والواضح منذ البداية والمتفق عليه هذا مكسب كبير، لكن ما حدث بعد ذلك طوال الاربع سنوات هو نتيجة عدم وضوح اي مشروع حقيقي او مكاسب يرتجى تحقيقها للثورة فانقسم تيار الثورة لعدة تيارات هى من تتصارع الأن لتحقيق مكاسبها، ويتابع: فاليوم نرى التيار ( الليبرالي & العلماني ) متزوج من بقايا مؤسسة عسكرية هرمه يحلم بأنها ستقتسم معاه السلطة حال سيطرتها بمشاركات جزء من موالى المنظومة السابقه.. والتيار ( الإسلامي ) متزوج من تيار تكفيري متطرف يعتقد انه يستخدمه لمواجهة خصمه وسيتخلص منه فور انتصاره وهذا وهم أخر .. وهنا نرجع للسؤال هل كل هذا من مشروع الثورة او من مكاسبها .. الثورة لم يكن لها مشروع واضح او حقيقي سوى التخلص من القذافي.
في حين يقول محمد بودرباله: مكاسب الثورة لم تكتمل للاسف، لكن جزء منها تحقق وأصبح حقيقة واقعة لا محاله وأهمها إزاحة القذافي ونظامه. لكن الناشط من بنغازي الصالحين النيهوم يرى أنه في حيرة من أمره عندما يقارن بين القذافي وفبراير كون الاخير لم تحقق شيئا،حسب كلامه، ويؤكد أن فبراير فشلت في تحقيق اهدافها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق