الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

ليبيا_رائد الصناعة الليبية في ذمة الله

رائد الصناعة الليبية في ذمة الله
 

ببالغ الحزن والأسى وكامل الرضا والتسليم ينعي "تجمع نشطاء طرابلس الكبرى" أحد أعضائه الداعمين، ووجه من وجوه طرابلس ورجالاتها، وهو الحاج سالم الصغير قدح، الذي وافاه الأجل المحتوم في فجر يوم عظيم ألا وهو يوم التروية، فانتقل إلى رحاب ربه ليرتوي من رحمته وعفوه، بإذنه ولطفه.
والفقيد رائد من رواد الصناعة الليبية، ورجل من رجال الأعمال الذين تملكهم طموح قوي لبناء إقتصاد وطني يدعم دولة وليدة، ويدفع مجتمعا ناشئا يتطلع أبناؤه لحياة قائمة على فرص العمل والعلم والتنمية. ولذلك اتجه الفقيد إلى ميدان التصنيع مؤسسا لنموذج ناجح سد جزءا من الإحتياجات المحلية، ومسهما في تحقيق نوع من الإكتفاء الذاتي، وموفرا لشباب الوطن فرصا للعمل والتدريب والخبرة.
لقد كان المرحوم فعلا أبا للإقتصاد الليبي، ورائدا للصناعة الليبية في مرحلة الإستقلال، ولكن ما أن تمكن فرعون ليبيا منها وقرر تدميرها حتى صادر المشاريع الوطنية والمؤسسات الخاصة، وصادر فيما صادر "مؤسسة قدح للصناعات" بمصانعها وشركاتها، مما دفع الفقيد إلى الهجرة إلى سوريا ثم إلى المغرب، ليلاحق أحلامه القديمة وطموحاته العظيمة.. لكن الأزهار لا تنمو في غير تربتها، فعاد إلى ليبيا وهي مازالت رهينة الفوضى والإستبداد، فلم يفتر عن مساعدة المحتاجين وتحفيز الشباب وبعث الأمل في نفوسهم في ليبيا جديدة تتنسم الحرية وتستأنف البناء. وبعد أن من الله عليه بمعايشة ثورة فبراير ودعمها بماله وجهده، شارك ثلة من أبناء مدينته في إنشاء "تجمع نشطاء طرابلس الكبرى"، وقدم له الدعم ولغيره من مؤسسات المجتمع المدني الجديدة، كما انتخب رئيسا للجمعية العمومية لمدرسة الفنون الإسلامية العريقة.
فارق هذه الدنيا وهو قلق على وطنه، مثقل القلب بهمومه، حالما بليبيا أخرى سبق أن رسمها في شبابه وسعى جاهدا لتتجسيدها، مسلما الراية لأبنائه وأحفاده، وللشباب الليبيين المخلصين في كل ركن من الوطن. رحم الله الحاج سالم قدح وغفر له وجزاه عنا كل خير وعوض ليبيا فيه وفي أمثاله خيرا .. والعزاء لأفراد أسرته ولإبناء الشعب الليبي ممن عرف الفقيد ولمس أفضاله ؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق