أ ف ب: حذر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، «الحرس الثوري» من أن «أعداء» بلاده «يحاولون التغلغل في مراكز صنع القرار» فيها، وإلغاء البعد «الأيديولوجي» لسياستها. وشدد على أن «الثورة» الإيرانية هي «حقيقة خالدة». ووصف «الحرس» بأنه «نعمة إلهية كبرى والحارس الواعي والفطن للثورة (الإيرانية)، في القضايا الداخلية والخارجية». وأضاف خلال لقائه قادة «الحرس»: «التغلغل الاقتصادي والأمني (للعدو في إيران)، أمر خطر وتداعياته جسيمة، لكن تغلغله السياسي والثقافي أكثر خطراً بكثير». وحذر خامنئي من أن «الأعداء يحاولون التغلغل في مراكز اتخاذ القرار (في إيران)، وإذا لم ينجحوا في ذلك، يحاولون التغلغل في مراكز صنع القرار. وفي حال تحقُّق هذه المؤامرة، ستُنظّم توجّهات الدولة وقراراتها وحركتها، على أساس رغبة المستكبرين وإرادتهم».
ونبّه إلى أن «شطب الأيديولوجية من الديبلوماسية والسياسة الداخلية (لإيران)، هي من المحاور الأخرى لدعاية الغرب»، مشدداً على أن «الفكر والعقيدة والأيديولوجيا تُعتبر الموجّه الحاسم في كل المجالات». واعتبر أن «هدف العدو هو أن يتخلى الإيرانيون عن مثالهم الثوري ويفقدون قوتهم»، مؤكداً أن «الثورة حقيقة خالدة ودائمة وضرورة، وتحوّلٌ عميق ولامتناه، وليس ممكناً أن تتحوّل جمهورية إسلامية بالمعنى الذي يراه العدو». وتابع: «يريد (الأعداء) أن يبقى الشعب نائماً، وبعد عشر سنين، عندما لن أكون موجوداً، سيحاولون تحقيق أهدافهم، لكن المسؤولين والشعب لن يسمحوا بذلك». وتحدث قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري عن «نصر إلهي لجبهة المقاومة في المنطقة»، وزاد: «سندافع بكل قوة عن مبادئ الثورة وقيمها وإنجازاتها، ولن نسمح لمعارضي هذا الطريق الإلهي بتعبيد الطريق أمام تغلغل الأعداء» في إيران. وتابع: «أعلن بحزم أن إيران لم تكن في أي وقت، كما هي الآن من ناحية القدرات الدفاعية والأمنية». أما الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس»، فرأى أن «سياسة أميركا تحوّلت إلى استعادة قوتها في المنطقة، وقد يكون هذا الأمر أحد أسباب إصرارها على الاتفاق (النووي) مع إيران».
واعتبر أن «أميركا تتابع الآن أربع سياسات أساسية ومهمة لاستعادة قدرتها»، تتمثّل في «استخدامها أدوات مثل الأمم المتحدة»، و «تثبيت الكيان الصهيوني»، و «إضعاف إيران واحتوائها»، وترسيخ «النزاعات في العالم الإسلامي، لرفع مستوى حاجة دول المنطقة إليها». وأشار إلى «فشل محاولات أميركا لشطب حزب الله من الساحة اللبنانية»، معتبراً أن «الحزب بات أكثر قوة». ونبّه سليماني إلى أن «أحد أسباب الحضور الواسع للأوروبيين في بلادنا، والذي يتم بتنسيق مع الأميركيين، هو شقّ الصف الوطني، عبر إحداث قطبية ثنائية في المجتمع (الإيراني)، ورفع مستوى المطالب لدى الرأي العام، وإزالة قضية المواجهة الطويلة لأوروبا والغرب مع إيران». في غضون ذلك، أعلن مجتبى خسروتاج، نائب وزير الصناعة والمناجم والتجارة، أن بضائع قيمتها بلايين الدولارات تُهرّب إلى إيران سنوياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق