الجزيرة.نت: تصدر الخلاف على مصير الرئيس السوري بشار الأسد خطابات الزعماء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فبينما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند أن لا مكان له في المرحلة الانتقالية في سوريا، اعتبر الروسي فلاديمير بوتين أن عدم التعاون مع نظام الأسد يمثل خطأ جسيما. وقال الرئيس أوباما إنه لا بد من مرحلة انتقالية في سوريا لا تشمل الأسد، موضحا أن هناك من يدعو لبقائه وهو يقتل شعبه بحجة أن البديل أسوأ. وأوضح أنه يجب على الجميع أن يدرك أنه بعد كل الدماء التي سفكت، وكل المجازر التي وقعت على أيدي النظام السوري، لا يمكن العودة إلى وضع ما قبل الحرب، معتبرا أن الأسد لا يمكنه أن يوفر السلام لشعبه، لأنه كان السبب في قتل عشرات الألوف منهم.
وأكد أوباما أن الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع أي دولة -بما في ذلك روسيا وإيران- لحل الصراع في سوريا، مؤكدا أن "الواقعية تقول إن التسوية مطلوبة لكي نصل إلى حل، لكن الواقعية تتطلب أيضا مرحلة انتقالية تدار بعيدا عن الأسد". من جهته، اتفق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع ما ذهب إليه أوباما، مؤكدا أن باريس تريد العمل مع جميع الدول دون استثناء من أجل الوصول إلى حل سياسي في سوريا، لكنه شدد على أن الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من الحل. وقال هولاند في كلمته إن هناك من يكرس جهوده الدبلوماسية لإقحام الأسد في هذه العملية، متسائلا "هل يعقل أن يعمل الضحايا والجلاد سوية! إن الأسد هو أساس المشكلة ولا يمكنه أن يكون جزءا من الحل".
في المقابل، اعتبر الرئيس الروسي أن عدم التعاون مع نظام بشار الأسد يعد خطأ جسيما، مشددا على ضرورة دعم جيش النظام السوري لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. واتهم بوتين الولايات المتحدة ودول الغرب "بتغذية الإرهاب" والعمل على خلق ظروف تفضي للعبث بأمن الشعوب واستقرارها، وقال إن المعارضة السورية "التي يسميها الغرب بالمعتدلة تقف بجانب المسلحين الإسلاميين"، في إشارة لأنباء عن تسليم مقاتلين دربتهم أميركا مؤخرا أسلحتهم لجبهة النصرة. من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن لا دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا، معتبرا أن هناك إساءة فهم لمقترحات الغرب حيال الأزمة السورية، وهي لا تنص على بقاء الرئيس السوري. وقال الجبير في أعقاب اجتماع عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة لأمم المتحدة مع نظرائه في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا والأردن بشأن الأزمة السورية، إن المقترحات الغربية لحل الأزمة السورية، تنص على ضرورة التوصل إلى عملية انتقال سياسي لما بعد الأسد وليس الإبقاء عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق