دويتشه فيله: رغم القلق الذي تبديه واشنطن من تزايد التدخل العسكري الروسي في سوريا، إلا أن هناك تقاربا بين الطرفين ـ على الأقل فيما يتعلق بمستقبل النظام السوري بعد أن تخلى الغرب عن مطلب رحيل الأسد وأيقنت موسكو بعدم إمكانية انتصاره. ليست هذه هي المرة الأولى التي تزود روسيا النظام السوري بالأسلحة، موسكو تدعم علانية نظام الرئيس بشار الأسد منذ فترة طويلة ولمتعمل بمحاولةإخفاء هذا الدعم. لكن إرسال روسيا أسلحة إلى سوريا مؤخرا، وهي تعيش حربا أهلية منذ نحو خمس سنوات، أثار هذه المرة قلق واشنطن، التي قالت إن موسكو تعزز دورها العسكري في سوريا، استعدادا لتدخل محتمل في الصراع الدائر في هذا البلد. لكن وزارة الخارجية الروسية رفضت الإدعاءات الأمريكية وتقول إن روسيا أرسلت عتادا عسكريا لى سوريا لمساعدة حكومة الأسد في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" كما أرسلت كذلك خبراء للمساعدة في تدريب الجيش السوري على استخدام هذا العتاد، حسب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. هذا الموقف الروسي يراه ماركوس كايم، من الجمعية الألمانية للعلوم السياسية ببرلين، ذا مصداقية، "لأن روسيا متواجدة عسكريا في سوريا منذ سنوات طويلة، وبالذات في مجال التدريب ومساعدة الجيش السوري". ويضيف الخبير في شؤون الشرق الأوسط بأن موسكو على حق عندما تقول الآن بأنها إنما تورد أسلحة لسوريا التزاما بعقود سابقة. لكن الخبير الألماني لا يرجح أن روسيا ستتدخل عسكريا بشكل مباشر في الحرب الأهلية في سوريا.
دعم عسكري ودبلوماسي
ويلفت كايم إلى أن تدخل روسيا في الشأن السوري لا يقتصر على الدعم العسكري فقط، بل أيضا على الدعم الدبلوماسي. لذلك حاولت موسكو في أغسطس/أب الماضي كسب مجموعة سورية معارضة بغرض التفاوض مع نظام الأسد. ويشير الخبير في شؤون الشرق الأوسط بأن هدف روسيا هو تأمين نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وبعث رسالة للغرب بأنه لا يمكن تجاهل دور موسكو. هذه الإستراتيجية الروسية أثبتت نجاحها في الأشهر القليلة الماضية ـ ليس فقط فيما يتعلق بسوريا. فهناك عدد من الدول العربية التي تعد حليفة وثيقة للولايات المتحدة منذ زمن بعيد، والتي أدارت ظهرها مؤخرا لواشنطن وباتجاه موسكو، مثل مصر التي زار رئيسها في أغسطس الماضي موسكو للمرة الرابعة خلال عامين. فبعد عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي مد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يده لرجل مصر القوي، بينما رفض الغرب في بداية الأمر التعامل مع السيسي، ثم عاد ليقترب منه. كما زار موسكو في أغسطس الماضي كل من نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والملك عبدالله الثاني ملك الأردن، وهاتان الدولتان تعتبران أيضا من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.
ويلفت كايم إلى أن تدخل روسيا في الشأن السوري لا يقتصر على الدعم العسكري فقط، بل أيضا على الدعم الدبلوماسي. لذلك حاولت موسكو في أغسطس/أب الماضي كسب مجموعة سورية معارضة بغرض التفاوض مع نظام الأسد. ويشير الخبير في شؤون الشرق الأوسط بأن هدف روسيا هو تأمين نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وبعث رسالة للغرب بأنه لا يمكن تجاهل دور موسكو. هذه الإستراتيجية الروسية أثبتت نجاحها في الأشهر القليلة الماضية ـ ليس فقط فيما يتعلق بسوريا. فهناك عدد من الدول العربية التي تعد حليفة وثيقة للولايات المتحدة منذ زمن بعيد، والتي أدارت ظهرها مؤخرا لواشنطن وباتجاه موسكو، مثل مصر التي زار رئيسها في أغسطس الماضي موسكو للمرة الرابعة خلال عامين. فبعد عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي مد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يده لرجل مصر القوي، بينما رفض الغرب في بداية الأمر التعامل مع السيسي، ثم عاد ليقترب منه. كما زار موسكو في أغسطس الماضي كل من نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والملك عبدالله الثاني ملك الأردن، وهاتان الدولتان تعتبران أيضا من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.
مواقف مشتركة بين روسيا والغرب
قد تتنافس كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، لكنهما بدأتا تتقاربان مؤخرا فيما يتعلق بالوضع في سوريا، كما يقول ماركوس كايم. ويعزو الخبير الألماني هذا التقارب إلى الموقف الغربي الذي لم يعد يصرعلى أن حل اللأزمة السورية يجب أن يكون فقط بدون الأسد، وفي نفس الوقت لم تعد روسيا تعتقد بإمكانية انتصار الأسد. وحسب ماركوس فإن غرض روسيا الآن هو الوصول إلى خلاصة يتم عرضها على الأطراف المشاركة المعنية بالأزمة السورية ومفادها أن استمرار الصراع العسكري لن يفضي إلى شيء. ويلفت كايم النظر إلى مقترح لوزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند مؤخرا والقاضي بأن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا لحل الأزمة، يتولى الأسد رئاستها لمدة ستة أشهر أو سنة قبل أن ينسحب، وقد " يعكس ذلك موقفا مشتركا بين روسيا وبعض الدول الغربية"، كما يقول الخبير الألماني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق