موسي فرج لــ "ليبيا المستقبل": "الحوار خيار استراتيجي وليس لنا مرشحين للحكومة حتى الآن"... "هناك تشكيلات مسلحة في الغرب غير منضبطة في تنفيذ تعليمات المؤتمر"... "إعداد دستور جديد أفضل كثيرا من العودة إلى دستور 1951"... أزمتنا الحالية متعددة الجوانب ويمكننا جميعا تجاوزها"... "لو اتيحت لي فرصة التأليف سأكتب عن تباين الاعلام في أحداث عايشتها"...
ليبيا المستقبل - علاء فاروق: أكد عضو اللجنة السياسية بالمؤتمر الوطني العام موسى فرج أن الحوار الوطني خيارا استراتيجيا للخروج من أزمة البلاد الراهنة التي رأى أن تجاوزها يتلخص في جلوس الليبيين معا من أجل وطن يسع الجميع بعيدا عن المصالح الشخصية أو القبلية، مشيرا إلى أن شباب ليبيا وثوارها قادرين على بناء دولتهم والاستفادة من خيراتها والاستفادة من التجارب السابقة ومنها تجربة المؤتمر الذي رأى أن له إخفاقات كثيرة لكن لها أيضا إنجازات ربما تكون ضاعت وسط حالة الضباب والتشرذم، متمنيا أن يكون الجميع على قدر المسؤولية وأن يكون التوافق هو سيد الموقف... وإلى نص الحوار الذي خص به موقع "ليبيا المستقبل":
- لنبدأ معك حول مشاركتكم في الحوار الوطني.. ما تقييمك للمشاركة حتى الان؟
المؤتمر الوطني اتخذ قرارا بالمشاركة في الحوار الذي دعت له الأمم المتحدة لإيجاد حل للمأزق السياسي الذي تمر به ليبيا، ونحن نعتبر الحوار خيارا استراتيجيا وأسلوبا أمثل لحل كل الخلافات وخاصة الخلافات السياسية خاصة وأننا نسعى لإعادة بناء دولة عصرية على أسس قيم الحق والعدل وتكافؤ الفرص والأمن والأمان، وديننا يدعونا للحوار والمجادلة بالحسنى، وبعد صدور احكام الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا قام المبعوث الأممي بتوجيه دعوة للمؤتمر، وشارك المؤتمر في الحوار بروح إيجابية وتقدير للمسؤولية، ورغم صعوبة المشهد السياسي والامني الا ان الحوار قطع شوطا لا بأس به، ونأمل ان يتم التوصل لحل سياسي واقعي ومتوازن وقابل للتطبيق يمكن ليبيا من تجاوز هذه الأزمة التي أرهقت البلاد والعباد.
- وماذا عن آلية اختياركم لفريق المؤتمر للحوار منذ البداية؟
تمت مناقشة مسألة اختيار فريق للحوار في إحدى جلسات المؤتمر وقدم بعض الأعضاء اقتراحات بتشكيل فريق الحوار كان كثير منها متقاربا في تسمية بعض أعضاء الفريق، ثم تم تفويض رئيس المؤتمر ومجموعة من الأعضاء كان قد تم تكليفهم بلقاء ليون في ذلك التاريخ، وتم تفويضهم بتسمية فريق الحوار، وتم الاستئناس باقتراحات الأعضاء التي سبق الإشارة اليها.
- وماذا عن أزمة فريق المخزوم وقبول استقالته وتغيير الفريق؟
فريق الحوار الذي رأسه الدكتور صالح المخزوم بذل جهدا كبيرا، وظهر بصورة دلت على إحساسهم بالمسؤولية، وقدم الدكتور المخزوم استقالته أكثر من مرة معللا ذلك برغبته في إتاحة الفرصة لأعضاء آخرين للمساهمة في تحمل هذه المسؤولية، وتم قبول استقالته مؤخرا وتكليف آخرين بإدارة الحوار، وربما كان للدكتور المخزوم أسبابا خاصة.
- لكن الفريق الجديد بعضه يشارك لأول مرة وليس عنده أبعاد الجلسات السابقة أو الخبرة في التفاوض.. ما تعليقك؟
ضمن أعضاء الفريق الجديد الدكتور محمد عماري زايد وهو من أنشط أعضاء المؤتمر وفريق الحوار وهو رجل يتمتع بإمكانيات ومهارات تؤهله لهذه المهمة، أضف إلى ذلك أن هناك تواصل موجود ببن الفريق الاول والفريق الجديد، كمال أن الأعضاء الجدد متتابعين لكل مراحل الحوار ومطلعين على كل تفاصيله ولديهم إمكانيات جيدة إدارته.
- وهل تقدمتم أو "لمحتكم" بأسماء معينة للحكومة التوافقية المزمع تشكيلها؟
لا، لم يقم المؤتمر حتى الآن بمناقشة أي أسماء لمرشحيه لحكومة التوافق، مرجئا ذلك إلى أن يتم تضمين التعديلات الجوهرية اللازمة لإنجاح الاتفاق السياسي.
- وهل تشكيل الحكومة هو الحل أم اتفاق الطرفين أولا؟
سؤال له دلالات، وفي اعتقادي ان الأهم هو التوافق، وستأتي الحكومة كثمرة من ثمرات هذا التوافق.
- البعض يتحدث عن حالة انقسام داخل المؤتمر في الفترة الأخيرة.. ما صحة ذلك؟
المؤتمر منذ انتخابه شمل 80 عضوا يمثلون أحزابا وكيانات سياسية اضافة لعدد120 عضوا انتخبوا بنظام الانتخاب الفردي (مستقلين) ومن الطبيعي أن يكون هناك تباين في الرأي والأولويات وحتى في أساليب التعبير عن الآراء والمواقف فهي تأخذ احيانا شكلا هادئا وتنمو نحو الشدة في التعبير عن هذه الآراء، والمؤتمر الآن - عكس ما يوحي به البعض- ليس لونا واحدا وإنما هو مؤسسة تحمل كل تنوع الشعب الليبي.
- لكن هناك حديث عن تحكم تيار واحد في قرارات المؤتمر الان وخاصة ما يتعلق بالحوار وهو تيار يقوده أعضاء من مدينة مصراتة.. ما ردك؟
لا اعتقد ان ذلك صحيحا، لا أحد أو مجموعة من أعضاء المؤتمر يستطيع أن يتحكم في المؤتمر، صحيح هناك أعضاء أنشط من غيرهم، لكن قرارات المؤتمر تؤخذ بإحصاء الأصوات في النهاية، وما دمت تتحدث عن وجود انقسام في المؤتمر فهذا يعني أن كل عضو حر في رأيه وفقا لتقديري للأمور.
- هل ترى أن وجودك في المؤتمر سيؤثر على مستقبلكم السياسي خاصة بعد الاخفاقات المتتالية للمؤتمر؟
المؤتمر أول مؤسسة منتخبة بعد نجاح الثورة، واجهته كثير من المصاعب بعضها يعود لحداثة التجربة ونقص الخبرة واعتقد أنه كان هناك تقليل من شأن بعض المظاهر غير المنضبطة، وللأسف تضافرت عوامل كثيرة أثرت سلبا على أداء المؤتمر، ولكن هناك إيجابيات كثيرة توارت في ضباب المشاكل والانفلات على كل الصعد مما مما دى للوضع الراهن، ولكن تجربة المؤتمر تجربة ثرية بالعبر والدروس، أما عن مستقبلي السياسي، فأراه في استقرار الوطن ونهوضه وتجاوزه للأزمة الراهنة وما أنا إلا مواطن ليبي يمكنه أن يخدم وطنه من أي موقع.
- وكيف تنظر إلى مستقبل أعضاء المؤتمر وأعضاء البرلمان بعد حالة الشقاق التي أحدثتموها؟
في تقديري أن التوتر الحاصل الآن ظرفي وسينتهي بإذن الله، وكثير من عوامل الخلاف لا تنبع من وجود مشاكل حقيقية، ولكن التأجيج والتضخيم هو ما رسم الصورة التي نراها، كثير من مناطق ليبيا عانت كثيرا من النظام السابق، كان هناك تهميش وظلم، بعضه بسبب سوء الادارة والفساد ألذي انتشر على مدى عقود، وبعض مظاهر الظلم والتهميش كانت متعمدة وذات بعد سياسي استهدفت به بعض المناطق وأهلها، وهذه المظاهر والسياسات الظالمة لا يمكن أن تستمر ولا أن تقبل في ظل الدولة التي طالما حلمنا بها، ولا يمكن لأي نظام مؤسس على الظلم أن يقوم أو يستمر، وأنا واثق أن ليبيا ستتعافى وتنهض كما يريدها أبناءها.
- البعض يقول إن المسلحين هم من يسيطرون عليكم في المنطقة الغربية ولا يأخذون أي تعليمات منكم... ما صحة ذلك؟
حتى الآن لا توجد سلطة دولة تبسط سيطرتها على كل أنحاء البلاد ومنافذها، ولكن الأمر نسبي فبعض التشكيلات المسلحة تلتزم بأمر السلطة وتتمتع بقدر معقول من الانضباط، وبعض التشكيلات أقل انضباطا.
-هناك دعوة ظهرت مؤخرا تطالب بالعودة إلى الشرعية الدستورية وكنت من قبل ترفض ذلك.. ما موقفك الان؟
البعض يطرح مسألة العودة لدستور سنة 1951 المعدل في سنة 1963، وهو خيار من الخيارات، لكني شخصيا كنت ولا زلت أرى أن الأمثل هو الإسراع في إعداد دستور جديد يتوافق مع المستجدات ويستجيب لتطلعات الليبيين وللأسف فإن إعداد هذا الدستور تعطل بشكل واضح وهذا ما جعل الكثيرين يحددون المطالبة بالعودة لدستور الاستقلال وتعديله ليتلاءم مع الوضع الحالي، وفي كل الأحوال هذه المسألة لابد أن يقول رأيه فيها الشعب الليبي من خلال استفتاء وما يقره الشعب فلا أحد يعترض عليه.
- صدر مؤخرا كتاب لعضو المؤتمر عبدالفتاح الشلوي عن أسرار المؤتمر.. ما تعليقك عليه؟
قد تفضل الاستاذ عبد الفتاح الشلوي بإهدائي نسخة من كتابه القيم، وهو يتناول تجربة المؤتمر خلال مرحلة من أهم المراحل التي يمر بها الوطن، ويلقي الضوء على أحداث كنت أنا من بين من عايشوها، لقد كنت جزءا من هذه الأحداث، وهو يوفر للقارئ الاطلاع على أحداث ووقائع بعين مشاهد وشريك فيها، والكتاب جدير بأن يقرأه كل ليبي.
- لو أتيحت لك الفرصة لكتابة مثل هذا الكتاب أو مذكراتك.. ما أبرز ما ستتناوله؟
لو سمحت الظروف فربما سأتناول التجربة من وجهة نظري، وقد اركز على جوانب تتعلق بالتباين بين ما نشره الاعلام في هذه الفترة وما شاهدته بعيني وكنت في وسط أحداثه.
- برأيك.. كيف ستخرج ليبيا من أزماتها الحالية؟
الأزمة الليبية الحالية متعددة الأبعاد والجوانب، وهناك جهود مخلصة تبذل للخروج منها، وفي رأيي أن أقصر الطرق للخروج من هذه الأزمة هو أن يجلس الليبيون حول طاولة ويضعون عليها كل مخاوفهم وهمومهم وتوجساتهم وشكوكهم ويتناولونها بروح المسؤولية وعلى قاعدة أن وطننا يتسع لنا جميعا، وأن ما يجمع بيننا أكثر بكثير مما قد يتراءى للبعض بأنه عامل فرقة، وطننا خيره كثير وفي انتظار أبنائه لكي يستثمروه لبناء دولة ركيزتها العدل والقانون والحياة الكريمة، وأنا كلي ثقة بأنهم سيفعلون ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق