روسيا اليوم: نشرت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" مقالا بعنوان "القذافي لم يعد يغزو أوروبا بالمهاجرين لكنه حذرها من ذلك". وجاء في المقال ما يلي: نشر في الآونة الأخيرة على شبكة الانترنت تفسير خيالي لآخر خطاب ألقاه معمر القذافي في مطلع ابريل/نيسان عام 2011 بطرابلس. ويدعي التفسير المنشور على الانترنت أن القذافي وعد في خطابه بزحف مخيف للمهاجرين إلى أوروبا وأسلمتها. لكن في حقيقة الأمر لم يقل معمر القذافي شيئا يشبه ذلك. ولم يعد يخاطب شعبه قبل أن غيبه الموت في العشرين من أكتوبر/تشرين الأول عام 2011 بالقرب من موطنه سرت. فما زال في قلبه احتقار موجه إلى إخوته الخونة. وكان في ليبيا قبل رحيل القذافي عدد كبير من العمال الأفارقة والعرب الذين يعملون في شتى المرافق الانتاجية والخدماتية. وبعد نشوب الحرب في طرابلس أغلقت كل الفنادق والمتاجر والمشاريع الانشائية، فهرب العاملون فيها. ولا تزال تلك المشاريع غير المكتملة بما فيها مشروع سكة الحديد السريعة قائمة في ضواحي طرابلس وبنغازي. وغادرها العاملون بعد سقوط الجماهيرية فتوجهوا إلى ما وراء المتوسط بحثا عن العمل في موطن الديمقراطية.
إلا أن القذافي كان قد حذر اصدقاءه الخونة بصدق بذلك في قمة أفريقيا – الاتحاد الأوروبي التي عقدت في ديسمبر/كانون الأول عام 2010 حيث أعلن بشكل مباشر أن ليبيا لا تريد منذ الآن أداء دور دولة خفر الساحل لأوروبا مجانا. وطالب الاتحاد الأوروبي أو البلدان المسيحية على حد تعبيره بأن تخصص 5 مليارات يورو للجماهيرية بغية تشكيل مصلحة المهاجرين في البلاد وإنشاء مخيمات للاجئين وتهيئة فرص عمل إضافية وشراء زوارق الدوريات السريعة والرادارات. "وإلا تتحول أوروبا على حد قوله إلى أفريقيا بضغط من المهاجرين المسلمين". ووصف ممثلون عن الاتحاد الأوروبي آنذاك هذا الطلب بأنه إفراط ومبالغة فوافقوا على توظيف 50 مليون يورو فقط في وقت ما مستقبلا. لكن في المستقبل وصلت إلى الجماهيرية سفن أخرى ، وعلى متنها خبراء بريطانيو الأصل في الثورات الملونة وعاملون في قناة "الجزيرة". ثم أتت حافلات بمستشارين عسكريين وموجهين جويين وناقلات بالأسلحة والذخائر. واتضح أن أيام الجماهيرية معدودة. يذكر أن ممثلين عن فرنسا وبريطانيا وألمانيا – أي تلك الدول التي قصفت الجماهيرية والتي تعاني شعوبها أكثر من أي دول أخرى من زحف الهاجرين الكبير - غابوا في تلك القمة التاريخية ، على الرغم من أن العقيد كان قد حذرهم أن التاريخ سينتقم منهم حتما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق