وكالات: انتظمت، في تونس، ورشة عمل بمباردة من مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، بالتعاون مع مؤسسة تمدن للتطور والتدريب والإعلام في بريطانيا، مساء أمس الجمعة، تحت شعار “تداعيات كُتل التغيير في الحوار الليبي وتشكيل حكومة التوافق”، حيث تمت مناقشة عدد من الأراء والأطروحات بـ"هدف تعميق الحوار". واعتبر عبد الله عثامنة، رئيس مؤسسة تمدّن، أنّ الحوار هو الوسيلة الوحيدة للسلام، إذ لا يمكن إيجاد حلول مائة بالمائة فكل طرف وضع سقفاً من المطالب ولا بدّ من سماع كل الأطراف وإيجاد أرضية مشتركة بينهم. وأكدّ عثامنة في تصريح صحفي أن ليبيا هي حالياً هدف للإرهاب الممنهج والتطرّف، وعوض أن تكون منطقة جاذبة تحولت إلى منطقة طاردة مما أدى إلى فشل جميع المحاولات التي تسعى إلى تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار للشعوب. وذكر أن ليبيا تخوض حالياً عدة معارك كالإرهاب والتطرّف ولكن عملية البناء تعتبر أصعب مرحلة في ليبيا. وبيّن أنهم وجهوا الدعوة إلى كافة الأطراف المتنازعة في ليبيا للحضور في ورشة العمل هذه وتقريب وجهات النظر، ولكن حضر ممثلون عن مجلس النواب وممثل عن الأمم المتحدة وحزب الائتلاف الجمهوري الليبي ورجال أعمال ومندوبون ونشطاء سياسيون وممثلون عن مسار المرأة، وفي المقابل غابت أطراف أخرى مهمة.
وصرّح رئيس مؤسسة تمدن أن حوار الصخيرات بالمغرب كان من الممكن أن يكون أنجع لو جمع كافة المكوّنات وأضيف إليه مشايخ القبائل والشباب، ملاحظاً أنه كان الأجدر أن يبقى البرلمان والحكومة متابعين للحوار وليسا طرفاً فيه بتقديم مرشحين ولكن في ظل الأوضاع الحالية، ولأن الأزمة الليبية استثناء، فقد غابت عدة ضوابط عن الحوار. وأوضح أن نجاح الأمم المتحدة في التقدم بالعملية الحوارية يعتبر مكسباً مهماً فقد تم الإعداد لمسودة والحديث عن حكومة الوفاق الوطني وهي مسارات مهمة لكن تبقى العبرة بالنتائج التي سيتم الوصول إليها. وقال عثامنة إنه كلما تم الاقتراب من النتائج فإنه وللأسف تطرأ إشكاليات، خاصة في ما يتعلق باختيار رئيس الوزراء. وأوضح أن هناك عدة مرشحين يتنافسون حول منصب رئيس الوزراء ولكن يجب أن يكون الشخص الذي سيتم اختياره قوياً فهناك من بين المرشحين كفاءات شبابية وخبرات ولكن هناك آخرون لهم نفوذ وعلاقات دولية. و توقع عثامنة أن يكون أحمد معتيق أحد الوجوه الشابة المرشحة الأكثر حظاً من بقية المرشحين.
في السياق ذاته، أكدّ جمال بنّور، ناشط حقوقي، أن ليبيا ينقصها حالياً رجل دولة، فالمحاصة منحصرة بين فجر وكرامة وإن ترشح بعضهم هو مجرد محاولة انتحارية. وقال بنّور إن جميع الليبيين بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم يريدون الديمقراطية والأمن فالديمقراطية هي التي ستكفل حقوقهم وتخرجهم من عنق الزجاجة. واعتبر الناشط الحقوقي أن المطلوب من الليبيين تمهيد الطريق أمام الحكومة الجديدة فالصعوبات كثيرة والأوضاع التي تعيشها بنغازي كارثية فإلى جانب أزمة المهجرين يوجد خطر “داعش” وتنامي الإرهاب، وبالتالي هناك قضايا ساخنة لا يمكن في حقيقة الأمر لأي حكومة قادمة التعامل معها ولهذا لا بدّ من حوار مجتمعي وخارطة طريق وبرنامج عمل واضح. وأوضح أن الوصول إلى توافق وتوحيد الصفوف لا يزال أمراً ممكناً ولكن لا بد من تأمين بعض المسائل الضرورية كمكان عمل الحكومة القادمة وسياسة الإصلاح التي ستتوخاها.
من جهته، يرى الناشط السياسي يونس أبو النيران أنّ ليبيا تعيش وضعاً استثنائياً، ولذلك فإنه بالحوار فقط يمكن الوصول إلى حلول. ويتوقع أبو النيران عدم نجاح الحوار الليبي المنعقد في الصخيرات وكذلك في جنيف لأنه حوار بين فئتين كانتا بالأمس فئة واحدة من وجهة نظره، مبيناً أنه تم تغييب شريحة مهمة وهي شريحة المهاجرين والقبائل الليبية، فطالما لم تجتمع القبائل فلا يمكن الوصول إلى أي اتفاق. وعبّر عن مخاوفه من تدخل الأمم المتحدة ومن تقسيم ليبيا إلى دويلات تتجاوز وفق نظره الخمس، فطالما لم يتوّحد الليبيون وطالما أنهم لم يضعوا وطنهم فوق كل اعتبار فالنتائج قد تكون وخيمة وسيئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق