العربية.نت: اعتبر خبراء في شؤون النفط أن توقعات غولدمان ساكس حول تراجع النفط نحو 20 دولاراً مبالغ فيها، وأكدوا أنه من غير المرجح الوصول بالأسعار إلى هذا المستوى. وذكروا "لقد رأينا كيف تأثرت الدول من خارج أوبك بتراجع أسعار النفط، كما رأينا كيف قررت عدد من الشركات إلغاء مشاريع التطوير، وإلغاء الاستثمار في مشاريع الطاقة، وبالتالي يرى المراقبون أن سوق النفط مازال ينتظر إعادة التوازن بوتيرة مناسبة خصوصا في النصف الثاني من العام المقبل. إلى ذلك أكد محمد الشطي، الخبير في شؤون النفط لـ"العربية.نت": أن "نزول النفط لمستويات العشرين دولاراً أمر مستبعد، وأن هناك أمرين يفرضان حركتهما على السوق، الأول عودة النفط الإيراني، وثانيا أداء السوق الصيني". وقال من السابق لأوانه التوقع بانحدار حاد في السوق وسط شبه اتفاق على استمرار إنتاج أوبك بنحو 30 مليون برميل، وهو سقف إنتاجي بات مقبولاً.
المتغيرات السياسية هي الحاكمة
وتدور التوقعات حول تأرجح النفط بين المحللين الكويتيين في مقابلات مع "كونا" أمس، حيث يؤكد المحلل النفطي الكويتي عبدالحميد العوضي بالقول "إن المتغيرات السياسية السائدة أصبحت المتحكم الأول في أسعار النفط بالأسواق العالمية"، مشيرا إلى أن التدخل السياسي في الأسواق أصبح أقوى حاليا من أي وقت مضى. وأضاف أن "الصراع الآن أصبح شبه مكشوف بين الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة أكبر مستهلك، متهما روسيا برغبتها في السيطرة والريادة على سوق النفط الدولية". وذكر أن الأسعار ستدور بين 40 و45 دولاراً مع نهاية العام الحالي، وسترتفع في 2016 إلى ما بين 45 و55 دولاراً للبرميل، إذا ما بقيت الأوضاع على ما هي عليه، ولم تحدث تغيرات جوهرية في المشهد العام سياسيا وعسكريا واقتصاديا. إلى ذلك، قال رئيس مركز الشرق للدراسات البترولية الدكتور عبدالسميع بهبهاني "إن السوق النفطية تعاني تخمة حادة في المعروض"، مشيرا إلى أن القواعد الأصولية للتوقعات المستقبلية لأسعار النفط لم تعد متزنة، وأن هناك اختلالا في المعادلة، ما يجعل جل التوقعات غير صحيحة ولا تصيب الهدف. وأشار إلى أن هناك بوادر لارتفاع الأسعار في المستقبل القريب مع إعلان دول من خارج أوبك تخفيض إنتاجها، وكذلك إعلان المنظمة أنها ستخفض الإنتاج إذا ما خفضت الدول التي خارج المنظمة إنتاجها.
أوبك: نمو الطلب العام المقبل
إلى ذلك، تكهنت منظمة أوبك، بنمو الطلب على نفطها الخام العام المقبل، وتمسكت بوجهة نظرها القائلة بأن استراتيجية السماح بهبوط الأسعار ستحد من الإمدادات من الولايات المتحدة والمنافسين الآخرين. وقالت أوبك في تقريرها الشهري إنها تتوقع أن يبلغ متوسط الطلب على نفطها العام المقبل 30.31 مليون برميل يوميا بارتفاع 190 ألف برميل يوميا عن تقديرها في الشهر الماضي، ويأتي هذا رغم انخفاض نمو الطلب على النفط بشكل عام. وخفضت أوبك تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 بواقع 50 ألف برميل يوميا إلى 1.29 مليون برميل يوميا في ظل انحسار توقعات الطلب في أميركا اللاتينية والصيني.
ضغوظ البيع تجر النفط للتراجع
وحول الأسعار، فقد هبطت أسعار النفط اليوم الاثنين في الأسواق الآسيوية بفعل ضغوط تراجع الطلب على الأسواق على الرغم من أن سعر النفط الأميركي في العقود الآجلة حظي ببعض الدعم من تراجع عدد منصات الحفر الأميركية. ونزل سعر خام برنت في العقود الآجلة لأجل شهر 29 سنتا إلى 47.85 دولار للبرميل، على الرغم من استقرار سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة عند 44.62 دولار من دون تسجيل تغير يذكر عن سعر الخام في آخر تسوية. وتراجع عدد منصات الحفر الأميركية بمقدار عشر منصات إلى 652 منصة الأسبوع الماضي، مسجلا ثاني تراجع أسبوعي على التوالي في الوقت الذي هبطت فيه الاحتياطيات في مستودع تخزين النفط الرئيسي في كوشينج في أوكلاهوما على مدار خمسة من الأسابيع السبعة الأخيرة ليسجل الخام الأميركي أعلى علاوات سعرية في العقود الفورية في عدة سنوات مقابل أسعار الخام في العقود الآجلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق