وكالات: كثفت الأجهزة الأمنية السعودية في الفترة الأخيرة من حملتها ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ومواليه داخل المملكة. وتمكنت خلال ستين يوما من القبض على 413 متهما ينتمون إلى داعش من 19 جنسية، بينهم سبعة مصريين، وضبطت بحوزتهم أسلحة ووثائق تثبت انضمامهم إلى التنظيم. وذكرت مصادر أمنية أنه تم القبض على هؤلاء المتهمين في مواقع مختلفة في مناطق المملكة دون حدوث مواجهات مسلحة معهم، لافتة إلى أن من بينهم 322 سعوديا. وأوضحت أن بقية المتهمين هم 42 يمنيا، وسبعة باكستانيين، بالإضافة إلى سبعة سوريين، وسبعة مصريين، وخمسة من مجهولي الجنسية، إلى جانب أفراد من الجنسيات البحرينية، والسودانية، والجزائرية، واللبنانية، والعراقية، والأردنية. وأضافت المصادر الأمنية، وفق صحيفة الجزيرة السعودية، أن معظم المقبوض عليهم “تورطوا في التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع معرفات تدار من خارج المملكة، وتستغل أسماء سعودية للتغرير بالشباب السعودي للانضمام إلى التنظيم”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتمكن فيها السلطات السعودية من اعتقال هذا العدد من عناصر داعش، فقد سبق وأعلنت الشهر الماضي عن إيقاعها بأكبر خلايا التنظيم التي تضم أكثر من 431 عنصرا من جنسيات مختلفة. ويحاول تنظيم الدولة الإسلامية إيجاد موطئ قدم له في السعودية، وقد تبنى خلال الأشهر الأخيرة عددا من العمليات الإرهابية تركزت أساسا في الجنوب. وإن تولي الرياض العمليات الأمنية الاستباقية الأهمية الكبرى لتلافي عمليات مستقبلية قد يقوم بها التنظيم، إلا أنه لوحظ اهتمامها أيضا بالجانب التوعوي. وكثف الأئمة بالمساجد، في الفترة الأخيرة، تركيزهم على دحض الأفكار المغلوطة التي يشيعها تنظيم داعش خاصة في صفوف الشباب السعودي، في خطوة وصفها المراقبون بالمهمة. وقد خصص إمام المسجد الحرام صالح بن حميد خطبة الجمعة الماضية لتبيان حقيقة التنظيم المتشدد وأهدافه المشبوهة، قائلا "إن داعش جماعة ظالمة مفسدة، جمعت بين فساد المنهج وظلم المسلك، ومؤيدة من جهات دولية وإقليمية، وهذا لا يخفى على ذي بصيرة". وقد لاقت خطبة بن حميد اهتماما إعلاميا واسعا، باعتبارها المرة الأولى التي يتم فيها التركيز على التنظيم بهذا الشكل، وهي تعكس إرادة الرياض في محاربة فكر التنظيم والقضاء عليه داخل المملكة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق