وكالات: دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني رئيس الوزراء حيدر العبادي للضرب "بيد من حديد" لكل المتورطين في الفساد بينما اندلعت احتجاجات جديدة ضد الحكومة في بغداد والبصرة. وخرج العراقيون -الذي نفد صبرهم من انقطاع الكهرباء في ظل درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية ومن الفساد المستمر على مدى أعوام- في مظاهرات ببغداد ومدن أخرى في الجنوب خلال الأسابيع القليلة الماضية. وحث السيستاني العبادي على فعل المزيد وخرج الآلاف الجمعة مجددا إلى الميادين الرئيسية. وأمر العبادي الشهر الماضي بتقليص أجور كبار المسؤولين وحصص الكهرباء المدعمة المخصصة لمنازلهم. وقال أحمد الصافي مساعد السيستاني في خطبة الجمعة "المطلوب ان يكون أكثر جرأة و شجاعة في خطواته الاصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي أعلن عنها مؤخرا." وأضاف "وسيدعمه (الشعب) و يسانده في تحقيق ذلك". لكن مثل هذه الاحتجاجات قد تعقد مساعي الحكومة في حشد التأييد لمعركتها من أجل طرد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية من الأراضي التي يسيطرون عليها في شمال وغرب البلاد.
وقال محتج يدعى منتظر حاتم (55 عاما) في البصرة الجمعة "ادعو إلى محاربة أي مسؤول فاسد... انهم اخطر من داعش (الدولة الإسلامية). انهم إرهابيون". وعادة ما يلقى مساعد للسيستاني خطب الجمعة نيابة عن رجل الدين المعتزل الذي ينظر له باعتباره صوتا عاقلا في البلد المنقسم بشدة. ودعا السيستاني -وهو رجل دين في الثمانينات من العمر يندر أن يتحدى أحد سلطته علنا- العبادي وهو شيعي معتدل أن يسعى للإصلاح بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الطائفي. وعلى مدى أعوام جرى تقسيم المناصب الحكومية على أساس نظام تقاسم السلطة بين الطوائف لكن هذا النظام قوبل بانتقادات لأنه يطرح مرشحين غير أكفاء ويؤدي لسوء الإدارة والفساد. وقال الصافي إن على العبادي أن "يضرب بيد من حديد على من يعبث بأموال الشعب...وان يشير إلى من يعرقل مسيرة الاصلاح أيا كان و في أي موقع كان". وبعد انتهاء الخطبة بفترة قصيرة كتب العبادي في صفحته الرسمية على فيسبوك قائلا إنه ملتزم بتوجيهات السيستاني. وكتب قائلا "اتعهد بالإعلان عن خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها وادعو القوى السياسية الى التعاون معي في تنفيذ برنامج الاصلاح". وازداد اعتماد العبادي -الذي سعى لتحقيق مصالحة بين الشيعة والسنة- على الفصائل الشيعية المدعومة من إيران للتصدي لهجمات تنظيم الدولة الإسلامية بعد إضعاف القوات الحكومية. وشاركت بعض الفصائل المسلحة في احتجاجات الجمعة وظهر بعض افرادها وهم يرتدون الملابس المدنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق