الأحد، 9 أغسطس 2015

ليبيا_جولة جنيف وملاحق مسودة ليون... اتفاق أم رجوع لنقطة الصفر؟

ليبيا المستقبل - علاء فاروق: جولة جديدة لاستكمال الحوار الليبي الليبي لكن ذات وجهة غربية هذه المرة تاركة الصخيرات المغربية لتستقر في جنيف السويسرية من أجل استكمال مناقشة ملاحق مسودة ليون الأخيرة والتي لازال المؤتمر الوطني"المنتهية ولايته" متحفظا على بعض بنودها. جولة جديدة تأتي وسط استمرار حالة الانقسام السياسي واتساع دائرته واستمرار تبادل الاتهامات من الجانبين واشتعال الصراع العسكري في عدة مدن ووسط حالة من الاتقسام داخل المؤتمر حول موقفه الخير بل تواردت أنباء عن محاولات للاطاحة برئيس المؤتمر نوري بوسهمين لتمسكه بتغيير بعض بنود المسودة وهو ما كشفه بعض الأعضاء الرافضين للمسودة. وقبيل الجولة الجديدة، حث المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون – كعادته- الأطراف الرئيسية على مضاعفة الجهود لتضييق فجوة الخلافات القائمة والتوصل إلى أرضية مشتركة، يمكن أن تشكل أساساً لتسوية سلمية للنزاع السياسي والعسكري في ليبيا، مؤكدا إحراز تقدم كبير في جولات الحوار السابقة. 
والجولة التي تبدأ غدا الاثنين تم تأجيلها أكثر من مرة من قبل الأمم المتحدة بسبب موقف المؤتمر الوطني وفريقه المحاور الذي أكد للمبعوث الأممي أثناء لقاء الجزائر أنه لايزال متمسكاً بملاحظاته، غير أن ليون وصف العودة إلى المسودة بالأمر الصعب، مطالباً المؤتمر بالعودة إلى الحوار، على أن تتم مناقشة ملاحظاته من خلال الملاحق. وبحسب تقارير صحفية فإن جدول أعمال الجولة الجديدة سيركز على مناقشة ملاحق المسودة التي تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى في يوليو الماضي، كما ستناقش الأطراف تفاصيل تشكيل حكومة الوفاق المرتقبة، ومن المتوقع أيضاً أن يتم استعراض الأسماء المطروحة لرئاسة حكومة التوافق هذه.
اتهام الغرب
كما تاتي هذه الجولة وسط نشر تقارير أجنبية تتهم الغرب بأنه سبب تفاقم أزمة ليبيا وقتل حلم الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي. فقد اتهم تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية في عددها الصادر السبت الغرب بأن تسبب في تفاقم المشكلة الليبية، مشيرة بإصبع الاتهام تحديداً إلى الدور الأمريكي في البلاد الذي رأت فيه أنه يضر أكثر ممّا ينفع، وأن الولايات المتحدة سعت إلى تدريب العديد من الثوار الليبيين وتطويرهم، وأمضت عاماً كاملاً في هذا الصدد، غير أن الولايات المتحدة تخلت عن تلك الخطة بعد أن بدأت البلاد تدخل شيئاً فشيئاً في أتون الحرب الأهلية. وأكدت الصحيفة أن الغرب كان له دور سلبي في عدم التعاطي الجدي مع تحديات الوضع الليبي؛ الأمر الذي أوصل البلاد إلى الحرب الأهلية وانتشار الفوضى والسلاح. 
ومن المتوقع أن يكون للتظاهرات التي خرجت في بعض المدن تطالب بعودة نظام القذافي صدى في الجولة المقبلة، فقد يستغلها المؤتمر لصالحه مطالبا بإبعاد شخصيات معينة عن المشهد وعلى رأسهم خليفة حفتر والذي أخفق في السيطرة على مدينة بنغازي وتحريرها حسب كلامه والذي قد يجعل الرهان عليه مستقبلا خاسرا. أيا ما تكون مخرجات جولة جنيف الجديدة، سيظل الرهان على المسارعة في تشكيل حكومة توافق وطني من كافة أطياف التوجهات السياسية واختيار شخصيات على قدر المسؤولية تتبعها إرادة دولية حقيقية في مساعدة هذه الحكومة على استعادة مؤسسات الدولة بالحوار تارة وبالقوة تارة أخرى وإلا ستكون هذه الجولات مجرد نزهات بين المغرب وسويسرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق