وكالات: أعادت بريطانيا فتح سفارتها في طهران أمس الأحد، بعد حوالي أربعة أعوام من نهب محتجين لمقر إقامة السفير وإشعالهم النار في العلم البريطاني، في خطوة أثارت لغطا كبيرا لدى منتقديها. وفي إشارة إلى تحسن العلاقات بين الغرب وإيران تابع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند علم بريطانيا وهو يرفع في حديقة المقر الذي يعود إلى القرن التاسع عشر في العاصمة الإيرانية أثناء عزف السلام الوطني لبلاده. وقال هاموند الذي يزور طهران للمرة الأولى في تصريحات صحفية عقب ذلك إن "مراسم اليوم بمثابة نهاية مرحلة في العلاقة بين البلدين وبدء مرحلة جديدة. مرحلة أعتقد أنها تبشر بالأفضل". وترافق وزير الخارجية مجموعة صغيرة من رجال الأعمال بينهم ممثلون من "رويال داتش شل" وشركة "أميك فوستر ويلر"وشركة "وير غروب الاسكتلندية"، تمهيدا لعقد صفقات تجارية بعد هذا التقارب الذي جاء بعد الاتفاق النووي.
ويعتقد مراقبون أنه على الرغم من أن الاتفاق النووي ينظر إليه البعض وبينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما على أنه فرصة تاريخية يجب استغلالها بالطريقة المثلى لحل مشاكل الشرق الأوسط، إلا أن المتشددين في واشنطن وطهران يعارضونه وكذلك إسرائيل. وما زال الشعور بعدم الثقة عميقا بين الجانبين، فإلى الآن يصف التيار المحافظ في إيران بريطانيا بأنها "الثعلب العجوز" أو "الشيطان الأصغر" الذي ينفذ رغبات "الشيطان الأكبر" الولايات المتحدة، لكن ذلك لا يبدو أنه ذو تأثير على هذه العلاقة الجديدة. وتتوقع مصادر دبلوماسية غربية أن يخطو البيت الأبيض خطوة مشابهة، فليست هناك سفارة للولايات المتحدة في طهران منذ أن نهبت في الأيام الأولى من الثورة الإيرانية عام 1979 على يد طلبة كانوا يخشون تكرار انقلاب عام 1953. يذكر أن هاموند هو ثاني وزير بريطاني يزور إيران منذ الثورة عام 1979 التي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة، إذ أن آخر زيارة كانت تلك التي قام بها وزير الخارجية الأسبق جاك سترو عام 2003.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق